وقوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، و ﴿عَامِلَةٌ﴾: عملت بغير ما أنزل الله، و ﴿ نَّاصِبَةٌ﴾: نصّبت غير ولاة الأمر ، و ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنم. [8] فضيلتها وخواصها وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها: عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً». [9] عن الإمام الصادق قال: «من أدمن قراءة الغاشية في فريضة أو نافلة غشّاه الله رحمته في الدنيا والآخرة وأعطاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار ». [10] وردت خواص كثيرة، منها: عن الإمام الصادق قال: «من قرأها على ضرس يؤلم سكن بإذن الله تعالى، ومن قرأها على ما يأكل أمن ما فيه ورزقه الله السلامة فيه». [11] قبلها سورة الأعلى سورة الغاشية بعدها سورة الفجر الهوامش ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 588. ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1263. فضل سورة الغاشية - YouTube. ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 30، ص 454. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169. ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 235-236. ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 308. ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 92.
وتقدم هنالك إطلاق فعل الإِتيان على فشو الحديث. وتعريف ما أضيف إليه {حديث} بوصفه {الغاشية} الذي يقتضي موصوفاً لم يذكر هو إبهام لزيادة التشويق إلى بيانه الآتي ليتمكن الخبر في الذهن كمال تمكُّن. والحديث: الخبر المتحدَّث به وهو فعيل بمعنى مفعول، أو الخبر الحاصل بحدثان أي ما حدث من أحوال. وتقدم في سورة النازعات. قال سيد قطب: تعريف بسورة الغاشية: هذه السورة واحدة من الإيقاعات العميقة الهادئة. الباعثة إلى التأمل والتدبر، وإلى الرجاء والتطلع، وإلى المخافة والتوجس، وإلى عمل الحساب ليوم الحساب! وهي تطوف بالقلب البشري في مجالين هائلين: مجال الآخرة وعالمها الواسع، ومشاهدها المؤثرة. ومجال الوجود العريض المكشوف للنظر، وآيات الله المبثوثة في خلائقه المعروضة للجميع. ثم تذكرهم بعد هاتين الجولتين الهائلتين بحساب الآخرة، وسيطرة الله، وحتمية الرجوع إليه في نهاية المطاف.. كل ذلك في أسلوب عميق الإيقاع، هادئ، ولكنه نافذ. رصين ولكنه رهيب! {هل أتاك حديث الغاشية}.. بهذا المقطع تبدأ السورة التي تريد لترد القلوب إلى الله، ولتذكرهم بآياته في الوجود، وحسابه في الآخرة وجزائه الأكيد. فضل قراءة سورة الغاشية - موقع شملول. وبهذا الاستفهام الموحي بالعظمة الدال على التقدير؛ الذي يشير في الوقت ذاته إلى أن أمر الآخرة مما سبق به التقرير والتذكير.
ووجوه ناعمة راضية في جنان الخلد ونعيم الله تعالى، هانئة راضية فرحة، لها من النعيم السرر والوسائد الفاخرة، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}. توجه آيات الجزء الثاني من السورة الدلائل المرئية لوحدانية الله وقدرته العظيمة بطريقة الاستفهام، فتسأل هل نظر الكافرون والمشركون إلى الإبل كيف خلقت والسماء والجبال والأرض كيف وجدتْ دون خالق لها. ثمَّ يخاطب الله تعالى رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ويأمره بتذكير الناس وتحذيرهم من العذاب الأليم، فمن كفر فعذاب الله بانتظاره، فكلُّ الناس مصيرهم ومرجعهم إلى الله تعالى، قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم}، والله تعالى أعلم.