هل يرى الميت أهله المتوفين قبله ، وهذه الحياة إما أن تكون نعيمًا وإما أن تكون جحيمًا، والقبر فيها إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، والذي يدل على النعيم والعذاب فيها، قول الله تعالى عن قوم فرعون: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ» (سورة غافر:46)، قال ابن مسعود: إن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تحشر عن النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم. هل يرى الميت جنازته هل يرى الميت جنازته ؟ ، ففيها ورد أن الميت يسمع في الجملة وما ورد في الآية القرآنية ، قوله تعالى: «إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى» الآية 80 من سورة النمل، يقصد به سماع الطاعة والامتثال للأوامر، أما بالنسبة لرؤية الميت لجنازته فلا نعلم حقيقتها حيث أنه لم يرد أي نص سواء في الكتاب أو السُنة النبوية الشريفة يوضح ذلك.
حيث أن الميت أما أن يكون في نعيم بسبب أعماله الصالحة والخير التي كان يقوم به وأما أن يكون في عذاب بسبب المعاصي والذنوب التي أرتكبها. إذا كان بنعيم فإنه ينشغل بهذا كثيرا وإذا كان في عذاب فيكون منشغل أيضًا بهذا العذاب. الميت يمكنه رؤيتنا عندما نذهب لزيارته فهو يشعر بنا ويسمعنا كما أوضحنا أعلاه. ويتبين أيضًا سماع الميت الحي من خلال ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم من التحدث مع القتلى بغزوة بدر حيث قال: (يا فلان يا فلان يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فإني وجدت ما وعدني الله حقا). وعندما حدث رسول اله صلى الله عليه وسلم قتلى بدر وقال لهم: يا فلان يا فلان يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فاني وجد ما وعدني الله حقا " وحينها قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي يا رسول اله أتخاطب من أقوام قد جيفوا فرد عليه الرسول صلى اله عليه وسلم والذي بعثني بالحق ما أنتم بسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا". هل يرى الميت اهله المتوفين قبله | الرجل. في الأحلام يتم التقاء كُلًّا من الحي والميت وكلاهما يحكي ما يعيشه والميت يتكلم عن ما يعيشه من نعيم والحي يتحدث عما يعاني منه. قالت السيدة فاطمة: (ما ألم بي حزنًا قط إلا أسرعت إلى قبر رسول الله فبكيت عنده فشعرت بأن رسول الله يضع يده عليه ويربط على كتفي) وهذا بين كل ميت وحي حبيب وعزيز وليس هذا الأمر يقتصر على السيدة فاطمة ورسولنا الكريم فقط.
هل يشعر الميت بمن يزوره ؟ كما ورد فيما يتعلق بحال حياة الأحياء من: معيشة وزواج ونجاح وغير ذلك من متُع الدنيا؛ فليس هناك حديث صحيح يؤيد ذلك، ولأن الميت مشغول بحياته البرزخية عن حياة الدنيا؛ فلا يهمه إلا ما يتعلق بثواب يصل إليه دون غرور الدنيا وزخرفها. هل يشعر الميت بمن يزوره ومن يسلم عليه ؟ هل يشعر الميت بمن يزوره ومن يسلم عليه ؟ فقد ذهب الفقهاء إلى أن الميت يشعر بمن يزوره، لما روي عن بريدة رضي الله عنه قال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ" أخرجه مسلم في "صحيحه". هل يشعر الميت بمن يزوره ومن يسلم عليه؟، وبما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ» أخرجه تمام في "فوائده"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".
فالموت ليس فناء الإنسان تمامًا، ولا هو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل إن الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان؛ حيث تخرج فيها روحه؛ لتعيش في عالم آخر، فخروجها من الجسد الذي كانت بداخله صعب ، فالموت: هو مفارقة الروح للجسد حقيقة، قال الغزالي: «ومعنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها». وبناء على ما سبق فإن الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره ويرد عليه السلام.