متى توفيت خديجة اسمها كاملًا خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية. وُلدت السيدة خديجة في عام 68 قبل الهجرة، أي قبل عام الفيل بحوالي 15 عام، ومكان ميلادها في مكة المكرمة، وأمها هي فاطمة بنت زائدة بن الأصم القرشية، ووالدها زعيم بني أسد. وكان أهلها من أشراف وأثرياء قريش، ولذلك عاشت حياة رغدة، وقبل التقاء السيدة خديجة بالرسول صلى الله عليه وسلم كانت تعمل بالتجارة وترسل ممن تأتمنه من الرجال إلى بلاد الشام لإتمام تجارتها، فكانت لا تختار سوى المعروف عنهم الأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل. ولقد سمعت السيدة خديجة عن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبرزها أمانته وصدقه، فعرضت عليه العمل معها وأن يخرج بمالها إلى بلاد الشام، فوافق عليه الصلاة والسلام وخرج بتجارتها إلى سوق بصري بحوران، وعاد ومعه الربح الكثير. وشعرت أم المؤمنين بالميل ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمال صفاته وحُسن أخلاقه، فرغبت في الزواج منه، وتزوجته وكان عمرها أربعين عامًا وعمره خمسة وعشرين عامًا. وهناك علاقة نسب جمعت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين السيدة خديجة قبل زواجهما، في لؤي من جهة أمها وفي جد الرسول عليه الصلاة والسلام قصي من جهة أبيها.
كانت تغني الرسول صلى الله عليه وسلم عن جميع النساء، لذلك لم يتزوج عليها حتى موتها. يرسل الله عز وجل السلام إليها مع سيدنا جبريل عليه السلام، فعن أبي هريرة أنّ النبي -عليه السلام- قال: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ). كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها بشدة، وكان يصف حبها بالرزق بقوله (إني رُزقت حبها)، فكانت من أحب زوجاته إليه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها دائمًا ويمدحها ويثني عليها أمام الناس، وكان يرق قلبه عندما يأتي ذكرها، فيظل يستغفر لها حتى يقطعه شيئًا. وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله متى توفيت خديجة رضي الله عنها وكم كان عمرها، كما أوضحنا سيرتها وألقابها وفضائلها، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة. المراجع 1 2 3 للمزيد يمكن الإطلاع على: ما هو لقب خديجه زوجة الرسول معلومات عن خديجة رضي الله عنها عمل الرسول عند خديجة قبل أن يتزوجها في
فضلها ومنزلتها لم تكن خديجة رضي الله عنها مجرّد امرأة صالحة؛ بل كانت من الصالحات المعدودات في تاريخ الإنسانية كلها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران". وسبب أن خديجة أفضل نساء أهل الجنة هو أنها لم تكن مجرد زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم أو أما لأولاده؛ بل كانت سنده والعقل الحكيم والمستشار الأمين له؛ فلقد عاشت هذه المرأة العظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 25 عاما متصلة ولم يحدث أي خلاف بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا قبل البعثة ولا بعدها؛ فلم نسمع عن غضب أو هجر؛ بل لم نرَ طلبا طلبته خديجة رضي الله عنها لنفسها؛ فقد ظلت تؤازر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته، وتُهوِّن عليه الصراع الذي دار مع كفار مكة، وتُواسيه بمالها ونفسها، وتُجاهد معه بحقٍّ كجهاد الرجال أو أشد.