وبعد هذا السقوط يحدث قيام عظيم وفتوحات وانتصارات، كان قد جدد أمرها وغرس بذرتها أبو بكر رضي الله عنه بعد أن أجهز على الردة ، ثم فتحت الدنيا على المسلمين في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه، فحدثت الفتنة والانكسارات في الأمة الإسلامية؛ مما أدى إلى مقتله رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظلت هكذا طيلة خلافة سيدنا علي رضي الله عنه. ومن جديد يستتب الأمر، وتقوم الدولة الأموية وتستكمل الفتوح فترة من الزمان ثم يحدث سقوط آخر حين يفسد أمر بني أمية، وعلى أثره يقوم بنو العباس فيعيدون من جديد المجد والعز للإسلام، وكالعادة يحدث الضعف ثم السقوط، وعلى هذا الأمر كانت كل الدول الإسلامية الأخرى التي جاءت من بعدها، مرورا ب الدولة الأيوبية وانتهاء بالدولة العثمانية التي فتحت كل شرق أوربا، وكانت أكبر قوة في زمنها. فهي إذًا سنة من سنن الله تعالى، ولا يجب أن تفت في عضد المسلمين، ولا بد للمسلمين من قيام بعد سقوط، كما كان لهم سقوط بعد قيام، فإنه ليس بين الله سبحانه وتعالى وبين أحد من البشر نسب. «يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا»[3].
أسباب سقوط الدولة الأموية صراع الأمويين الشديد على السلطة. إنشغال الأمويين باللذات الدنيوية. قيام معاوية بإحياء الروح القبلية، بما فيها من عداء وصراع. قيام الأمويين بالتمييز بين العرب والموالي "غير العرب الذين دخلوا بالإسلام". الخلافات المذهبية بين أكثر من جماعة؛ الأمويين "السنة"، والعباسيين "الشيعة"، وجماعة الخوارج. المصادر تاريخ الدولة الأموية / محمد سهيل طقوش/ بتصرف.
بسبب اغتيال حفيد النبي على يد أمير أموي، انقلب غالبية المسلمين على حكم الأمويين، استخدمها الشيعة والعباسيون كحجة ضد الأمويين، أثبت هذا لاحقًا أنه سبب مهم لسقوط الدولة الأموية، وكانت معركة كربلاء أيضًا عامل مهم وراء الصراع السني الشيعي في العالم الإسلامي. الشيعة والخوارج يرى الشيعة أن أفراد آل بيت النبي وحدهم هم من يحق لهم حكم المسلمين، من ناحية أخرى، كان للخوارج أيديولوجية أناركية، كان لكل من هاتين المجموعتين معتقدات مختلفة، لكن عداوتهما للأموية كان متشابهًا، كلاهما قاتل تقريبا ضد كل حاكم أموي كلما سنحت لهما الفرصة ولم يتركا الأمويين يحكمون بسلام، كما دعم الشيعة الحركة العباسية التي أدت إلى سقوط الخلافة الأموية، أثبتت هاتان المجموعتان أنهما مصدر إزعاج دائم للأمويين. الخلافات القبلية كان لدى القبائل العربية المختلفة عداء قمعته الأيديولوجية الإسلامية ضد بعضها البعض، لكن تأثير الوحدة الإسلامية تضاءل مع مرور الوقت وظهرت الخلافات القبلية مرة أخرى خلال الدولة الأموية. كان التنافس القبلي الشهير بين القبائل الجنوبية في اليمن والقبائل الشمالية لمصر. كما دعم الحكام الأمويون اللاحقون قبائل مختلفة لمصلحتهم مما أدى إلى تصعيد هذه الخلافات القبلية، واشتد هذا العداء بين القبائل وسفك الدماء في البلاد، قبل وصول الإسلام، كانت عدة قبائل من سوريا والعراق تحت تأثير البيزنطيين والفرس على التوالي، كان العداء بينهما عميق الجذور، لعبت خلافاتهم أيضًا دورًا مهمًا في سقوط الأسرة الأموية.
إن الدولة الأموية واحدة من أعظم دول الخلافة الإسلامية، إذ تعتبر ثاني خلافة اسلامية بعد عصر الخلفاء الراشدين ، استطاعت أن تحكم بلاد المسلمين نحو قرنٍ من الزمان، وانتشر فيها الإسلام بالعديد من البلاد شرقًا وغربًا، وكان فتح الأندلس انجازًا هامًا يحسب للدولة الأموية. تعريف الدولة الاموية هي الخلافة الأموية التي قامت بعد عهد الخلفاء الراشدين على يد معاوية بن أبي سفيان في عام (41 هـ وحتى 132 هـ) ومن (661م وحتى 750م)، تولى الخلافة فيها 14 خليفة بداية من معاوية وحتى آخرهم مروان بن محمد الجعدي، وكانت دمشق هي العاصمة المركزية للدولة الأموية. قيام الدولة الأموية قامت الدولة الأموية بعد مقتل الإمام علي بن أبي طالب ، وبعد خلاف شديد على الخلافة بين معاوية والحسن بن علي. بعد مقتل علي قام الناس بمبايعة الحسن بن علي، أما معاوية فقد بايعه أهل الشام والتي كان قد تولى الحكم عليها في عهد عثمان بن عفان. انقسم المسلمون حول الإتفاق على خليفة جديد، وظهرت الفتن بين صفوف جيش الحسن فآثر حفيد الرسول درء المفاتن واتجه إلى التفاوض مع معاوية منعًا لسيل دماء المسلمين. وبعد المفاوضات التي حدثت بينهما قام الحسن بتسليم الخلافة إلى معاوية على أن يكون أمرها من بعده قائمًا على الشورى، وسمي هذا العام (41هـ) بعام الجماعة لأن الأمة اجتمعت فيه على خليفة واحد، ماعدا الخوارج الذين بقي بينهم وبين معاوية معارك طويلة.
الثورة العباسية في المرحلة اللاحقة من الدولة الأموية، بدأ العباسيون (عشيرة من العرب الهاشميون) حركتهم سراً ضد الأمويين، لقيت الحركة استحسانًا في أجزاء من الإمبراطورية الفارسية السابقة (خاصة خراسان) حيث كره الكثير من الناس الحكم الأموي، تعاطف العباسيون مع هذه المناطق باستخدام علاقتهم الوثيقة بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). في البداية، كانت الحركة سرية لكن العباسيين بدأوا تمردًا مسلحًا عام (747) عندما كان الأمويون يواجهون صراعات داخلية، بدأ العباسيون في الاستيلاء على مناطق واحدة تلو الأخرى وانتهت الخلافة الأموية بأكملها عام (750) مع معركة الزاب الحاسمة، في نفس العام، حل العباسيون محل الأمويين كحكام جدد للإمبراطورية الإسلامية.
DOCTYPE html> < html > < head > < style > 4 اكتب العنصر الذي ترغب بتغيير لون الخط فيه. ستقوم باستخدام القسم