ما تبحث عنه حتماً يبحث عنك؟ أهلاً بك فضلاً أعبر من هنا إن كنت ترغب في تحقيق ذاتك.. قد يبدو عنوان الموضوع معقد بعض الشيء وقد يوقظ حماستك فجاة ولكن ليست هذه نيتي من هذا العنوان, نعم ماتبحث عنه حتماً يبحث عنك و إلا ما السبب وراء بحثك عن شيء لا أثر له في حياتك؟ أنا أقصد هنا بحثك المستمر حول شيء لست تدركه بعد ولا تسعفك الكلمات لتعبير عنه وتوضيح وجهة نظرك حوله. أود أن أسالك مالذي يبقي رغبتك بالبحث تشغلك معظم الأوقات؟ وانا لا اتطلع هنا لإجابة شافية منك لأنني أعلم بأنك لا تملكها و إلا لايوجد غرض من هذه التدوينة.
وهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز. وهنا أوجه كلمتى لأبناء ماسبيرو بالحفاظ على مبناهم والاعتزاز به والقيام بمحاولات جادة لإعادة دوره المهم فى الحياة المصرية والعربية لا يستطيع إنكاره إلا جاحد. وأتذكر مقولة أؤمن بها جيدا وهى "ما تبحث عنه يبحث عنك" للفيلسوف جلال الدين الرومي، فعندما يبحث أبناء ماسبيرو عن نجاحه وتفوقه واستقراره فسيبحث هو عنهم بإعادة المجد لأبنائه من الكفاءات الذين يستحقون الانتماء له.
الطريق كافي جدا لجعلك تفهم نفسك وتتعمق بها و الرحلة قد تكون طويلة ولكن الوجهة النهائية تستحق شق كل تلك المسافات للوصول لها... أعلم بأنك وحيد وتتمنى لو أن هناك رفقاء في الدرب ولكن الوجهات متعددة والمحطات مختلفة, لا تستطيع تخمين ما هو قادم في طريقك لا تعلم ربما اثناء رحلتك يظهر لك ما لم تتوقع ظهوره قد يكون سيء او جيد هذا ايضاً متروك لك. الحياة تسير حسبما تنظر, لذلك دائماً ما يخبرنا الفلاسفة والروحانيين أن نوسع مداركنا ونغير طريقة نظرنا للأمور أنهم يعلمون الحقيقة ويعملون وفقاً لها. أنا أحدثك من هناك ليس من الوجهة النهائية, ليس بعد, ولكن من منتصف الطريق. صدقني لا يوجد هنا احد, أنني اعبر طرقات مختلفة كل يوم و أواصل السير لمسافات طويلة و أسلك دهاليز مظلمة مجهولة بشكوك كثيرة وحيرة وتساؤلات لا نهاية لها. تارة انجرف للظلمة وتارة أتوقف للبحث عن مساعدة ولكن سرعان ما أتغلب على مقاومتي للطريق و أكمل السير, لا زلت أسير و أسير ولا زالت ابصر النور من بعيد يلوح بخفة ولكنه يسطع ويتوهج كل ليلة في أحلامي. سأبصر النور بوضوح وهذا ليس بشيء صعب المنال, أنه الغرض الأساسي لبقائك تناضل كل يوم برغم من كل فصول قصة حياتك التي بلا شك لستُ راضاً عنها بعد.