ملخص المقال النسابون من الصحابة الكرام، ممن كان لهم علم بأنساب العرب وأيامها وأخبارها، وشهد لهم الإخباريون بذلك، فمن أشهر النسابين من الصحابة؟ أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان القرشي رضي الله عنه، توفي سنة 13هـ، قال ابن إسحاق: كان أنسب العرب. وقال أيضًا: كان أنسب قريش لقريش. وقال العجلي: كان أعلم قرشيِّ بأنسابها. وقال مصعب الزبيري: سمي عتيقًا، لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به. نسب الخليفه ابو بكر الصديق. وقد أخذ النسب عنه: جبير بن مطعم رضي الله عنه، وحسان بن ثابت رضي الله عنه، وحكيم بن حزام رضي الله عنه. عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبو حفص الفاروق أمير المؤمنين خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي رضي الله عنه، توفي شهيدًا سنة 23هـ. كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نسابة، وهو أول من دوَّن الدواوين فأنشأ ديوان الجند، ورتبه على القبائل مراعيًا في تسلسلها القرب من رسوا الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ ببني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بقريش وهكذا على بطون العرب. وجائز أن يقال: إن هذا الديوان هو أول كتاب في الأنساب. حويطب بن عبد العزى القرشي رضي الله عنه من مسلمة الفتح.
وكان أبو بكر الصديق من أوائل الداعمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سر سيدنا محمد سرورا كبيرا بإسلام أبو بكر الصديق له وتصديقه له بدون تردد ويقال أن أبو بكر هو أول ما صلي مع الرسول. وأبو بكر كان سببا لإسلام الكثير من أوائل المؤمنين بسبب سمعته الجيدة وان القبيلة تثق به فبدأ يدعو الذي يثق بهم في قومه مثل الزّبير بن العوام، وعثمان بن عفّان، وطلحة بن عُبيد الله، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرّحمن بن عوف -رضيَ الله عنهم وأخذهم للرسول الذي قرأ عليهم القرآن وعرفهم بالإسلام وأعلمهم أنه الدين الحق فأمنوا به وبدأت منذ تلك الفترة دعوته مع رسول الله للإسلام ومن من دعاهم أيضا كانوا بعثمان بن مظعون، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم الذين أسلموا على يده ثم دعا أهل بيته فأسلموا معه وكان أبو بكر الصديق أول خطيب دعا الي الإسلام.
ولا يكاد يخلو كتاب من كتب السنة من أبواب في ذكر الأحاديث الواردة في مناقب الصديق -رضي الله عنه-، وقد أفردت كتب عديدة في جمع فضائله ومناقبه، ومن أمثلها كتاب: أبو بكر أفضل الصحابة، وأحقهم بالخلافة- وهو ملخص من منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية -، وكذلك الجزء المتعلق بفضائل أبي بكر - رضي الله عنه- من كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة للدكتور سعود الصاعدي. وعلى كل حال؛ فإن سؤالك لا يخلو من غرابة وتكلف، فالاستعلام عما قدمه أبو بكر- رضي الله عنه- للإسلام من خلال علم الأنساب خصوصًا، أمر لا يترتب عليه كبير طائل، وهو أقرب إلى الترف العلمي منه إلى العلم النافع الذي ينبغي الحرص عليه. ولو فرضنا جدلًا أن أبا بكر -رضي الله عنه- لم يستعمل علم الأنساب في خدمة ظاهرة للإسلام أبدًا، لم ينقص ذلك من قدره قيد أنملة، فقد ضحى بنفسه وماله في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.