نفذت وزارة الثقافة عرضا رقميا مرئيا على جوانب قمة جبل طويق الشهير غربي مدينة الرياض، يحمل شعار مبادرة "عام الخط العربي"، وذلك لتعزيز الصورة الذهنية لمبادرة عام الخط العربي التي عملت وزارة الثقافة من خلالها على تحويل الخط العربي من وعاء ثقافي إلى أيقونة تمثل عنصرا مهما في الهوية الثقافية للمملكة بكونها المصدر التاريخي الأصيل للثقافة العربية. ونظمت الوزارة العرض بالتعاون مع شركة القدية للاستثمار على قمة جبل طويق بمناسبة تدشين العام الجديد لمبادرة "عام الخط العربي" 2021، وتضمن ذلك عرض ثلاثة شعارات أخرى بجانب شعار مبادرة عام الخط العربي، هي شعار رؤية المملكة 2030، وشعار وزارة الثقافة التي أطلقت هذه المبادرة، وشعار برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030. تصميم شعارات بالخط العربي. تأتي إضاءة جبل طويق ضمن مساعي وزارة الثقافة لتعزيز مبادرة "عام الخط العربي" التي أطلقتها الوزارة للاحتفاء بفن الخط العربي وبدلالاته الثقافية، ونشر ثقافة استخدامه لكون المملكة حاضنة وراعية له، ورائدة في دعمه. من جانب آخر، أعلنت وزارة الثقافة أمس أسماء الأفكار الثلاثة الفائزة في ماراثون "الأفكار الثقافية" - الآشيدياثون - حيث حققت المركز الأول فكرة "مهرجان هوية الأرض" وجائزتها 150 ألف ريال، والمركز الثاني فكرة "فعالية فخر" وجائزتها 100 ألف ريال، وحلت فكرة "مهرجان حس السعودية" في المركز الثالث بـجائزة تبلغ 50 ألف ريال.
وأوضح أن الفن لم يقتصر على الخطاطين بل طالته يد الفنانين التشكيليين وتم دمج الفن التشكيلي بالحروف العربية ليخرجوا بالفن "الحروفي "ويبدعون في تطعيم لوحاتهم وتكويناتهم الفنية بالحروف العربية. شعارات بالخط العربية. ويبين الفنان التشكيلي محمد ابوعزيز أن الخط هو المحرّك وله ديمومة في أي فعل ينتج موسيقى بصرية، مشيرا الى ان ليس كل من يضع حرفاً عربياً على سطحه التصويري هو حروفي، وكذلك ليس كل من يخط بشكل جميل مهتماً بهيئة الحروف هو حروفي. وأوضح ان توظيف الحرف بالفن التشكيلي وتدعيمه بالالوان، هو في قمة الجمالية والابداع، مشيرا الى ارتباط الكلمة بالمكتوبة بالحكمة والموعظة فيتم توظيف السطر ليكون له دلالاته وتوظيفه على اللوحة بطريقة جمالية واحترافية، لافتا الى ان اعداد الخطاطين المحترفين أقل ممن عليه في السابق ممن تمت اجازتهم بالخط العربي. وبين ان الخط فيه جانب هندسي منتظم وفيه موازين ونسب ذهبية ومقاييس، ولكل حرف له وزنه وحقه ومقياسه وارتكاز ، ولا تستطيع التقنية الحاسوبية ان تأتي بروح الحروف ورائحة الحبر، إذ ان معظم الخطوط في هذه التقنية فيها أخطاء جمالية بشكل واضح وملحوظ. وزارة التربية تعد كراسا للخط العربي وقال مدير ادارة المناهج في وزارة التربية والتعليم الدكتور صالح الخلايلة ، أن الوزارة أعدت في السنوات السابقة كراسا للخط العربي ضمن المناهج التدريسية للصفوف الدراسية من الاول الابتدائي ولغاية الصف الثامن، وتحتاج إلى متابعة واشراف على آلية تطبيق ممارستها لدى المشرفين من مديريات الاشراف في وزارة التربية والتعليم.
وأشار الى ان الخط العربي يساعد الطالب على حسن القراءة وتدوين افكاره، وتنمية القدرة على الانتباه والملاحظة والتركيز، ويهذب النفس والشخصية والذائقة الفنية لان الخط فيه جمالية كجمال الرسم والنقش. ودعا الى الاعتناء باختيار معلم كفؤ لتعليم مهارات اللغة العربية بأسس قوية وبخاصة لدى المرحلة الابتدائية لتمكين الطلبة باللغة العربية وفنونها وآدابها على المدى البعيد. --(بترا)
وحول قدرات المعلمين وتمكنهم من تدريس هذا الخط، بين أن المعلمين يخضعون الى دورات تدريبية بشكل عام، ودورات خاصة لتطوير قدراتهم، وإذا ما كان أحدهم بحاجة الى تعلم واتقان الخط العربي بإمكانه تقديم طلب بذلك. شعارات بالخط العربي بشكل حديث - خمسات. طالبة الطب في الجامعة الاردنية ربى العكايلة، تبين انها تتعلم الخط العربي نتيجة عدم دراسته على مقاعد الدراسة، مبينة ان من فوائد تعلم الخط العربي أنه يعطي الصبر ويهذب النفس ويرتقي بالروح والذائقة الفنية والجمالية للغة العربية وآدابها، ويعطي لممارسة المرونة والليونة لليد والقدرة على التحكم في الاعصاب. وعزت اسباب تراجع الخط العربي في المدارس والجامعات الى اهمال مقرر الخط من المعلمين، والضعف الظاهر في خطوط البعض منهم والذي اثّر تباعا على خطوط الطلبة، واسناد التدريس لغير الخطاطين والمتخصصين بقواعد علم وفن الخط العربي فأصبح الحرف مشوها –بحسب تعبيرها- وخاصة بين الفئات الطلابية. وقال استاذ اللغة العربية أكثم المومني ان اتقان الخط العربي يؤثر على التحصيل العلمي، ذلك انه لو كانت الاجابة صحيحة لدى الطالب في امتحانه، فما فائدة ذلك ان لم يكن الخط مقروءا بشكل واضح. وبين أن تدريس الخط العربي في السابق كان أفضل مما عليه الان، داعيا المعلمين للانتباه الى هذا الامر وتحسين خطوط طلبتهم في أوقات الفراغ في المدرسة او كلما سنحت لهم الفرصة لذلك.
وكانت وزارة الثقافة قد نظمت ماراثون "الأفكار الثقافية" افتراضيا على مدى شهر كامل من 29 كانون الأول (ديسمبر) 2020 إلى 26 كانون الثاني (يناير) 2021، بدعم من برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وشارك فيه مبدعون ورواد أعمال وشركات متخصصة في الفعاليات والمهرجانات الثقافية، وقدموا أفكارا مبتكرة لفعاليات تخدم 11 قطاعا ثقافيا هي، المتاحف، الأفلام، التراث، الأزياء، المكتبات، الأدب والنشر، فنون الطهي، الفنون البصرية، فنون العمارة والتصميم، المسرح والفنون الأدائية، والموسيقى. وحظي المارثون الأول من نوعه في المملكة بإقبال واسع من المهتمين حيث وصل عدد المشاركين إلى 1129 مشاركا، بينهم 842 مشاركا في مجال الأفكار الإبداعية، و286 من أصحاب الخبرة، ومرت أفكارهم بمراحل تطويرية، تخللها عديد من ورش العمل التي حفزت مهارات البحث والاستكشاف، تلاها تحديد الأولويات والتصميم الأولي للفكرة، وضبط الأفكار بالخطط المالية والتسويقية، واختتمت باكتساب المهارات المعرفية، والتعرف على الطرق المثلى لعرض الفكرة. وشهد ماراثون الأفكار الثقافية الذي أقيم بشراكة مالية مع البنك الأهلي التجاري، مشاركة أكثر من 15 مرشدا متخصصا قدموا الدعم للمشاركين خلال مرحلة تطوير الأفكار، بأكثر من 167 جلسة إرشادية، وأجابوا عن أكثر من 90 سؤالا.