بارك الله... الخطبة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله... إن في نبأ مسارعي الخيرات سَوْقاً للنفوس لاقتفاء الأثر والسموِّ في تحصيل المنزلة، ومن غرر تلك الأخبار ما روى البخاري عن عُقْبَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالْمَدِينَةِ العَصْرَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَقَالَ: «ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ (قطع ذهب من الصدقة) عِنْدَنَا؛ فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي؛ فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ». وقال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: " مَرَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقْرَأُ، فَقَامَ فَتَسَمَّعَ قِرَاءَتَهُ، ثُمَّ رَكَعَ عَبْدُ اللهِ، وَسَجَدَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، قَالَ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ".
أيها المسلمون! إن للمسارعة في الخير حظوةً عند المولى - جل وعلا -؛ تجعل المؤمن يقف إزاءها متدبراً لحاله، ساعياً في كماله. فهي سبب لرضا ربه عنه، كما قال موسى - عليه السلام -: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، وظَفِرَ بذلك الرضا السابقون من المهاجرين والأنصار والتابعون لهم بإحسان. وتلك المسارعة سبيل لغفران الذنوب، كما قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [آل عمران: 133]، وكان ذا مطمعَ سحرة فرعون حين آمنوا: ﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِين ﴾. والجنة جزاء من سارع في الخير: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين ﴾. أولئك يسارعون في الخيرات ( خطبة ). وليس دخول الجنة جزاء المسارعة فحسب، بل هو دخول صفوٍ وهناءٍ؛ من غير حساب، ولا عذاب؛ فقد قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - قول الله - تعالى -: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، وقال: " الذين سبقوا؛ فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب " رواه أحمد بأسانيد أحد رجالها رجال الصحيح - كما قال الهيثمي -.
أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وقوله: ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين هذه الصفات صفاتهم، يبادرون في الأعمال الصالحة ، ويطلبون الزلفة عند الله بطاعته. كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ). قال: والخيرات: المخافة والوجل والإيمان، والكفّ عن الشرك بالله، فذلك المسابقة إلى هذه الخيرات، قوله: ( وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) كان بعضهم يقول: معناه سبقت لهم من الله السعادة، فذلك سبوقهم الخيرات التي يعملونها. *ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال، ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) يقول: سبقت لهم السعادة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وهم لها سَابِقُونَ) ، فتلك الخيرات. وكان بعضهم يتأوّل ذلك بمعنى: وهم إليها سابقون. وتأوّله آخرون: وهم من أجلها سابقون. يسارعون في الخيرات – أفكار الكتب من أخضر. وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب القول الذي قاله ابن عباس، من أنه سبقت لهم من الله السعادة قبل مسارعتهم في الخيرات، ولما سبق لهم من ذلك سارعوا فيها.
وهب أن السارق صلى معنا صلاة العيد, وسمع دعاءك عليه؟ أفتراه يعود إلى الحق أم ينفر منه؟ ولو دعوت له بالصلاح وأنت على المنبر أتراه يعود للحق أم يتجبّر؟, إن آية من كتاب الله ردَّت الفضيل بن عياض إلى الله رداً جميلاً, أترى أنّ التّعنُّف هو الذي يلجم السارق عن العدول؟, أتُـرانا في البادية(حيث يستحي الرجل إن قلت فيه ما يسيئه), إن السارق المتحضّر اليوم وزاني اليوم ليس كسارق الأمس وزاني الأمس, حيث أنّ التّعــنُّفُ معه والدعاء عليه قد لايجدي معه نفعاً, بل قد يزداد سوءً..., ولَكَــأَنيْ بي بالسارق يعزم على العودة لله فإذا ما سمع ما قلته في "خطبتك" من دعائك عليه ولى بغير رجعة. فإني أرى والله أعلم إعادة النظر فيما قلت أو إيتنــا ببرهان على جواز الدعاء على السارق وفي حالتنا هذه خاصة. ذلك أني قد رأيت هذا التجاوز أيضا في مسجد آخر قبل أشهر حينما سرق أحدٌ أحدْ, فطلب الضحية من "الإمام" أن يدعوا على السارق, فدعا عليه. شرح حديث لعن الله السارق، يسرق البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يده، ويسرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ. لكن لم يسكت الناس عن هذا وقامت ضجّة على ذلك, واستنكر النّاس ما دعا به الإمام على ذلك السّارق. وهاهم يتكرر نفس المشهد الإختلاف هنا في المكان المسروق فقط, حيث إستنكر البعض ما قلتَه, لكني أعتقد يقينا أنهم لن يرفعوا لكَ مااستنكروه عليك, ذلك أن من إستنكروا ما قلته على السارق فريقان, فريق: إستنكر وذكر لك ذلك, وفريق إستنكر, ولم يرفع إليك ذلك, لأنه يعتقد أنكَ.
حكم الدعاء على السارق - YouTube
لن تتنازل عمّا قُلتَه, أو ستتجاهل إستنكارهم هذا إن رفعوه إليك. فكنت أنا من الفريق الأول, والذي لايهمني إن تراجعتَ عمّا قلته أو لا. فقط أودّ أن أبرئ ذمتي أمام الله, إذ أنك قلت أمام النّاس وفي "خطبة مشهودة" وفي يوم قد تكون إجابة الدعاء فيه سريعة ما لا أرى فيه برهان. فذكرت لكَ إنكاري لذلك, ويبقى الأمر بينك وبين الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. septembre2008
أخجل من التوبة؛ لأني أعرف بداخلي أنني لست نادمة رغم اشتياقي لله، وأشعر بأني حقا وحيدة بدون الله، وأفتقد حديثي معه، وشعوري بالثقة والاطمئنان، حينما أشعر بأنه يسمع دعائي. العالم: هل يجوز الدعاء على السارق؟؟؟؟؟؟؟؟. ماذا أفعل؟ ضرورة إرجاع ما سرقته يشعرني بالثقل، وأنه دين معلق بي ويجعلني أيأس. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فما دمت علمت أنّ أكل الحرام من موانع إجابة الدعاء، فقد كان عليك أن تتركي أكل الحرام، لا أن تتركي الدعاء. مع أنّ عدم إجابة الدعاء لمن يأكل الحرام ليست لازمة في كل حال، فقد يستجيب الله تعالى دعاءه بفضله وكرمه، قال القرطبي –رحمه الله-: أي كيف يستجاب له على جهة الاستبعاد، ومعناه أنه ليس أهلًا لإجابة دعائه، لكن يجوز أن يستجيب الله له تفضلًا ولطفًا وكرمًا. اهـ وإذا كنت عاجزة عن رد المسروق أو استحلال أصحابه، فقد كان عليك العزم على الرد عند القدرة، لا أن تعودي إلى السرقة، وتستسلمي لوساوس الشيطان، وإيحائه لك باليأس من قبول التوبة، فالتوبة مقبولة مهما عظم الذنب، ومهما عاود الإنسان فعل الذنب، ما دام صادقاً في توبته، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة:222}، قال ابن كثير –رحمه الله-: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه.
جلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القرآن ويبكي، وعنده بنت تصلح له العشاء، وأراد أن يسرقه وهو بإمكانه؛ لأن ذلك الرجل قوي، وهذا الشيخ لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فمر الشيخ بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16] فنظر الفضيل إلى السماء وقال: يا رب! أني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي حتى الصباح، فتاب الله عليه، فجعله إمام الحرمين, إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني. انتهـــــــــــى. قد تقول لي إنّ سارقنا هذا أسوء مما كان عليه الفضيل قبل توبتهِ. دعاء للتوبة من السرقة - موسوعة. فأقول لك:" ألَكَ بيان عن ذلك؟". نحن لم نعرف بعد من هو السارق؟ وهل هو واحد أم إثنان أم أكثر من ذلك؟ كما أننا لانعرف بعد دوافع هذه السرقة؟ كما أن مسجدنا هذا مسجد بناءه في وسط مجموعة من السكان كلهم عرق واحد لايوجد أجنبي بينهم, وبالتالي قد يكون السارق من إنتاج محلي, من أبنائنا؟ أفَتُرانا ندعوا على أبناءنا ولاندعوا لهم بأن يصلح حالهم, ونحن نعلم أن السرقة ذنب مغفور إن تاب صاحبه ورجع, لقوله سبحانه:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء", أفنقنـِّطه من رحمة الله الواسعة؟.