عباد الله: إنَّ النفوس لأمَّارةٌ بالسوء، فكثيرًا ما يَتعاظَم الشخص في نفسه، ويتطاوَل ويغتر برأيه، فاكبحوا جِماحَ النفوس ووطِّنوها بتذكيرها المنشأ والمصير، والثواب والعقاب، فالسعيد مَن حاسب نفسه قبل أنْ يُحاسَب، وتذكَّر الحياة والموت، والعرض والجزاء، واستعدَّ بالأعمال الصالحة، وتزوَّد من التجارة الرابحة، واطلُب من الله التوفيق والثبات. فانتَبِهوا - رحمكم الله - واحذَرُوا من التهاوُن والوقوع فيما يُسخِط الله، فإنَّ العبد لا يدري متى ينتقل من هذه الدار، وعلى أيِّ حال ينتقل، فنسأل الله التوفيقَ لما يرضيه وحسن الختام.
الحمد لله الذي له العزُّ والكبرياء، والمتعالي على خلقه وله الفضلُ والثناءُ، لا يَعْزبُ عنه مِثقال ذرَّة في الأرض ولا في السَّماء، أحمدُه - سبحانه - وأشكُرُه على نعمه التي لا أحصي لها عدًّا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله الداعي لما فيه الخير، والمحذِّر عمَّا فيه الرَّدى، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، نجوم الليالي، ومصابيح الدُّجى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - فبتقواه تحصل لكم السعادة، واحذروا من موجبات العذاب، لتسلموا من أليم عقابه، واعلموا أنَّه ممَّا يجب عليكم اجتنابه الكبر والخُيَلاء ، فإنَّ العز والكبرياء لله. قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]. حديث عن الكرم. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العزُّ إزاري والكبرياء ردائي، فمَن ينازعني عذَّبته)) [1]. وعن سُراقة بن مالك أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا سُراقة، ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار))، قال: بلى يا رسول الله، قال: ((أمَّا أهل النار فكلُّ جعظري جوَّاظ مستكبر، وأمَّا أهل الجنَّة الضعفاء المغلوبون)) [2].
بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتاب عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقولُ هذا وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم. واعلموا أنَّه قد ابتُلِي بعض الناس بالعجب والخيلاء، ومن ذلك إطالة الملابس من ثِياب وسراويل وبشوت، فتجد الكثيرَ قد أطالَ لبسه يجرُّه خلفه يتبختر، وخُيَلاء وكبر، وقد حذَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عقوبة ذلك فقال في حديثٍ رواه البخاري: ((بينما رجلٌ يتبختر في مِشيته إذ خسَف الله به الأرض)) [6]. النهي عن الكبر. وفي صحيح البخاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثةٌ لا يَنظُر الله إليهم يومَ القيامة ولا يُزكِّيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنَّان والمنفِّق سلعته بالحلف الكاذب)) [7]. ومن ذلك الأكل بالشمال والشرب بها؛ قال سلمه بن الأكوع: أكل رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشماله قال: ((كُلْ بيمينك))، قال: لا أستطيع، فقال: ((لا استطعت، ما منعه إلا الكبر))، فما رفعها إلى فيه)) [8] ؛ رواه مسلم. فاحذَروا - يا عباد الله - عُقوبات هذه الذنوب في الدنيا والآخرة، والتأسِّي بإبليس.
الباء: حرف جر مبني على السكون. السيارة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره؛ منعاً من ظهورها التعذر، وهو مضاف. من: حرف جر مبني على السكون. المكة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. إلى: حرف جرّ مبني على السكون. المدينة: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
معاني حروف الجر وفيما يأتي المعاني التي تفيدها حروف الجر:[٥] حرف الجر من: يفيد التبعيض. يفيد ابتداء الغاية المكانية أو الزمانية. يدل على بيان الجنس. يفيد الظرفية. يفيد السببية والتعليل. يفيد البدل. حرف الجر إلى: يفيد انتهاء الغاية الزمانية أو المكانية. يأتي بمعنى مع. يأتي بمعنى عند. يأتي بمعنى اللام. حرف الجر عن: يدل على المجاوزة. يأتي بمعنى على. يفيد التعليل. حرف الجر الباء: يفيد الإلصاق. يفيد القسم. يفيد الاستعانة. يدل على الزيادة للتوكيد. يأتي بمعنى المصاحبة. تعريف حروف الجر ومعانيها. حرف الجر في: يفيد الظرفية المجازية والحقيقية. يفيد الظرفية الزمانية. يفيد المقايسة. حرف الجر على: يفيد الاستعلاء المجازي والحقيقي. يأتي بمعنى مِن. يفيد الاستدراك ويأتي بمعنى لكن. حرف الجر الكاف: يستخدم للتشبيه والتعليل. يفيد الزيادة للتوكيد. حرف الجر حتى: يدل على انتهاء الغاية الزمانية أو المكانية ويأتي بمعنى إلى. حرف الجر واو القسم: حرف الجر الواو نوعان: واو القسم. واو رُبّ: ويكون الاسم المجرور بها دائمًا نكرة. حرف الجر تاء القسم: يستخدم للقسم ولا يذكر بعده فعل القسم ويأتي مع لفظ الجلالة الله. حرف الجر رُبّ: يفيد معنى التقليل ويشترط به أن يأتي في صدر الجملة، وأن يكون الاسم المجرور به نكرة، وألّا يتصل به الحرف "ما".
حتى: تستخدم للدلالة على إنتهاء الغاية الزمانية أو المكانية مثل: صعدت حتى القمة. عدا، خلا، وحاشا: تستخدم للدلالة على الإستثناء، مثل حضر الجميع عدا واحد. لولا: هو عبارة عن حرف إمتناع، ويجب أن يليه ضمير ليعامل معاملة حروف الجر مثل: لولاها لما نجحنا.