( أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة) ثم قال تعالى: ( أزفت الآزفة) وهو كقوله تعالى: ( وقعت الواقعة) [ الواقعة: 1]. ويقال: كانت الكائنة.
القرطبى: ليس لها من دون الله كاشفة أي ليس لها من دون الله من يؤخرها أو يقدمها. وقيل: كاشفة أي: انكشاف أي لا يكشف عنها ولا يبديها إلا الله; فالكاشفة اسم بمعنى المصدر والهاء فيه كالهاء في العاقبة والعافية والداهية والباقية; كقولهم: ما لفلان من باقية أي من بقاء. وقيل: أي لا أحد يرد ذلك; أي أن القيامة إذا قامت لا يكشفها أحد من آلهتهم ولا ينجيهم غير الله تعالى. وقد سميت القيامة " غاشية " ، فإذا كانت غاشية كان ردها كشفا ، فالكاشفة على هذا نعت مؤنث محذوف; أي نفس كاشفة أو فرقة كاشفة أو حال كاشفة. وقيل: إن كاشفة بمعنى كاشف والهاء للمبالغة مثل راوية وداهية. الطبرى: ( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ). وقوله: ( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) يقول تعالى ذكره: ليس للآزفة التي قد أزفت, وهي الساعة التي قد دنت من دون الله كاشف, يقول: ليس تنكشف فتقوم إلا بإقامة الله إياها, وكشفها دون من سواه من خلقه, لأنه لم يطلع عليها مَلَكا مقرّبا, ولا نبيا مرسلا. وقيل: كاشفة, فأنثت, وهي بمعنى الانكشاف; كما قيل: فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ بمعنى: فهل ترى لهم من بقاء; وكما قيل: العاقبة وماله من ناهية, وكما قيل لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ بمعنى تكذيب, وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ بمعنى خيانة.
قراءة آية الكرسي. بالتأكيد قراءة إيه الكاشفة ليس لها من دون الله كاشفة أكثر من 100 مرة. يرجع العبد إلى ربه ويدعو ما في قلبه من كشف الغمة أو الهم الذي أصابه أو إذا طلب من الله شيء معين. وبالفعل أكد هذا الصالح أن الله حقق مراده واستجاب الله دعاءه وأعطاه ما يتمنى وأكثر. تفسير ليس لها من دون الله كاشفة بعد أن تعرفنا على تجارب العديد من الأشخاص والصالحين في إيه ليس لها من دون الله كاشفة وتجربتي مع ليس لها من دون الله كاشفة. سوف نقوم بتفسير هذه الآية الكريمة ولقد تعددت التفسيرات فعلي سبيل المثال: تفسير القرطبي قال الإمام القرطبي إن معنى ليس لها من دون الله كاشفه أي أن الله-سبحانه وتعالى-لا يؤخر شيئًا أو يكشفه إلا لميعاد محدد. وهو يوم القيامة أن الله-سبحانه وتعالى-سوف ينجي جميع خلقه في هذا الميعاد. وإن الله-سبحانه وتعالى-هو القادر على كشف المستور ولا يتكشف إلا بأمر الله-سبحانه وتعالى-. التفسير الميسر جاء في التفسير الميسر أن ميعاد يوم القيامة قد اقترب وان أحد لا يستطيع أن يعرف هذا الوقت أو متى يقرب ويقع إلا الله-سبحانه وتعالى-. اقرأ أيضا: يا رب الفرج من عندك إلى هنا نكون وصلنا إلى نهاية مقال اليوم وتعرفنا على تجربتي مع ليس لها من دون الله كاشفة وكذلك جميع التفاسير التي جاءت.
وقوله تعالى: ( ليس لها من دون الله كاشفة) فيه وجوه: أحدها: لا مظهر لها إلا الله ، فمن يعلمها لا يعلم إلا بإعلام الله تعالى إياه وإظهاره إياها له ، فهو كقوله تعالى: ( إن الله عنده علم الساعة) [ لقمان: 34] وقوله تعالى: ( لا يجليها لوقتها إلا هو) [ الأعراف: 187].
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) ( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ). وقوله: ( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) يقول تعالى ذكره: ليس للآزفة التي قد أزفت, وهي الساعة التي قد دنت من دون الله كاشف, يقول: ليس تنكشف فتقوم إلا بإقامة الله إياها, وكشفها دون من سواه من خلقه, لأنه لم يطلع عليها مَلَكا مقرّبا, ولا نبيا مرسلا. وقيل: كاشفة, فأنثت, وهي بمعنى الانكشاف; كما قيل: فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ بمعنى: فهل ترى لهم من بقاء; وكما قيل: العاقبة وماله من ناهية, وكما قيل لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ بمعنى تكذيب, وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ بمعنى خيانة. القول في تأويل قوله تعالى: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون, أنْ نـزلَ على محمد صلى الله عليه وسلم, وتضحكون منه استهزاءً به, ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله, وأنتم من أهل معاصيه ( وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ) يقول: وأنتم لاهون عما فيه من العِبر والذكر, معرضون عن آياته; يقال للرجل: دع عنا سُمودَك, يراد به: دع عنا لهوك, يقال منه: سَمَدَ فلان يَسْمُد سُمُودا.
نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا في هذا المقال وإلى اللقاء في مقال قادم -بإذن الله-وتفسير جديد نرجو مشاركته ومتابعة المزيد.
الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيا عباد الله: يقول الله -تبارك وتعالى-: ( لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) [النجم: 58]. إن ما تمرُّ به الأمة العربية والإسلامية من شدَّة وضيق، وسفك للدماء، وفوضى؛ شيء عظيم, ولا يكشف هذا عن الأمة إلا الله -تعالى- القائل: ( لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَة) [النجم: 58]. ولا شك بأن كلام الله -تعالى- لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه, قال تعالى: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 122]. أيها الإخوة الكرام: ما دام يقيننا بأن الذي يكشف عن الأمة ما هي فيه هو الله, فلا بد من أن نتوب إلى الله -تعالى- نحن أولاً, نحن الذين نعيش هذا الضنك والضيق وحياة الشقاء. يجب علينا أن نطالب أنفسنا بالتوبة إلى الله من الفساد, بعد أن طالبنا الحكومة بحقوقنا وبمحاربة الفساد, يجب علينا أن نتوب نحن أولاً من الفساد قبل أن نأمر الآخرين بذلك؛ لأن الله -تعالى- يقول: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [البقرة: 44].