ومن رأى أنه نبش قبر أحد من الأنبياء فإنه يتبع سنته، وإن وجد من عظمه شيئاً يكون اتباعه أبلغ وحصل مراده من ذلك.
كما التفت الرأي العام قليلاً إلى شعر "الفصحى" بعد أن طغت الشيلات الشعبية على الذائقة الشعرية. ولم يكن "العم معيض" بعيدًا عن حالة "سكنانا"؛ فقد نال الشهرة والسخرية نفسيهما، عندما أفسد على أبنائه تسجيل فاصل كروي داخل "مجلس الرجال"؛ ليداهمهم بـ"عصا"، سمع "قرعها" كل من شاهد المقطع، وكان أحدهم يبكي مرددًا "آه يا عمي" دون أن يعرف "معيض" توثيق العقوبة عبر هاتف أحدهم. وفي الليلة الأخيرة من شهر رمضان الماضي أبدى العالم الإسلامي أسفه من حادثة تفجير إرهابي نفسه في محيط عناصر قوة الطوارئ بجوار الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، كما سبق ذلك الحدث وفاة الشيخ محمد أيوب إمام الحرم. وبدهشة بالغة تناقلت هواتف السعوديين نبأ إقالة وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف بعد أن أمضى على عرشها 22 عامًا، كما شهد خبر تغيير العملة السعودية وإلغاء الريال الورقي وإحلال العملة المعدنية حتى ريالين جزءًا كبيرًا من الحراك المجتمعي. وفي نوفمبر الماضي تناقل الرأي العام مقطع فيديو لـ 25 شاحنة محمَّلة بالدجاج الفاسد، تحمل 800 ألف دجاجة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وتم إفراغها في الصحراء. صورة قبر محمود عبد العزيز تحوز على إعجاب رواد مواقع التواصل. وفي أحد أيام الجمعة من شهر "سبتمبر" 2016 فُجع المجتمع بخبر وفاة المفحط الشهير "كنق النظيم"، إثر فاصل استعراضي، انتهى به في ماسورة؛ ليلقى مصرعه فورًا.
عندما عاد طاهر إلى الأحساء "العودة الأخيرة"، كان يفكر في الموت أكثر من الحياة، كان يود الاقتراب اكثر من الأرض التي انجبته ومن النخيل التي تسلقها وهو طفل يلتقط حبات رطب الاخلاص وسط حر الصيف، عندما التفت صديق والده إليه وهو لايزال صبياً وقال: "هذا ولدك إما يطلع ملا يقرأ على الحسين أو مغني". حقاً كان طاهر بصوته القوي أقرب لزمنه، مطرباً فناناً طافت أغنياته الخليج العربية بكامله. لكن مكوث طاهر الأخير في الأحساء لم يدم. سرعان ما شعر بالضجر. أصدقاء الامس رحلوا، ولم تعد الاحساء كما كانت، وفي المقابل بقية أبنائه وأحفاده في الدمام، الأمر الذي دفعه أن يبيع بيته الذي اشتراه في حي المحاسن بالأحساء ويقرر الرجوع إلى الدمام، وهنا وقعت المشكلة، عندما تعرض لبعض الظروف التي خسر فيها كل ما يملك، وهذا ما اضر بنفسه كثيراً. ليبقى في الأحساء ولكن في بيت صغير ومتهالك ومتواضع جداً، لا يليق به، للأسف كل ما تركه من هذه الحياة التي فارقها عن عمر يناهز الثلاثة والثمانين عاماً، على أقرب تقدير. عيسى علي الاحسائي قبل ماابدع بكلامي - YouTube. الإهمال والتناسي كان من أكثر ما اشتكى لنا منه الفنان الراحل، كان يدرك أن اللوم لا يجب أن يقع على جهة بعينها، معلقاً: حتى في وزارة الثقافة والإعلام يفترض أن تبحث عن الفنان، فلو الشخص رمى نفسه عليهم لربما قالوا لا نريدك.. يفترض أن يبحثوا عن الفنان.. وأن يسألوه ما يريد وأن يقدموه للتلفزيون.
مالي صبر مالي - جلسة - عيسى الأحسائي - YouTube
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
لو أن عجوزاً زنجية أوقدت بالمندل الرطب نارها لفاح ريحها الطيب وعلق بجسمها وثيابها!! ألا قلت كما قال الشاعر: ألم ترني كلما جئت طارقاً وجدت بها طيبا وإن لم تطيّب! فخجل كثير!.. أسير عينيها. قلت: وكثيّر لم يكن عاشقاً صادقاً وإنما جارى (موضة) عصره في الحب العذري، وليس التمثيل كالواقع! قلت: وفي العرب ذكاء ودقة ملاحظة، فهم يريدون الصفة الجميلة في صاحبها لا مضافة إليه، ومن باب الاستطراد نذكر أن امرئ القيس تحكم هو وعلقمة الفحل إلى (أم جندب زوجة امرئ القيس) في بيتين أيهما أشعر، قال علقمة يصف فرسه: إذا ركبنا لم نخاتل بجنَّة ولكن ننادي من بعيد ألا اركب وقال الثاني في نفس الغرض: فللساق ألهوب وللسوط دُرّة وللزجر منه وقع أهوج منعب ففضلت أم جندب بيت علقمة على بيت زوجها، لأن فرس امرئ القيس لا يجري إلا بالضرب والإهاجة، أما فرس علقمة فهو يجري سريعاً طبيعة فيه ولا يحتاج لتهييج. وحين مدح عبدالله بن الرتيات عبدالملك بن مروان بقوله: يأتلق التاج على مفرقه على جبين كأنه الذهب قال عبدالملك: لقد مدحت مصعب بن الزبير بأحسن من هذا حين قلت: إنما مصعب شهاب من الله تجلّت عن وجهه الظّلماء. وأصاب عبدالملك فالبهاء والضياء في وجه مصعب وذاته، أما عبدالملك فقد استعان الشاعر بالتاج المتلالئ على رأسه ليمدحه، وهو أمر خارج عن ذاته، وكذلك يقال في رائحة الحبيبة الجميلة، البلاغة وصدق الحب والعاطفة أن يجد العاشق رائحتها الشخصية عطرة جذابة تميز شخصيتها وتفتن عاشقها، أما الذي يصف ما أضافت من أنواع العطور على جسدها وملابسها فقد قصر في تعبيره وشعوره العميق، وكأن المديح هنا ليس لها بل لأنواع العطور التي سكبتها على نفسها.. (رائحة مَنْ تحب دائماً عطره) رائحتها هي.. ووجودها هي.. وليس ما يضاف لذلك!
قارئة الفنجان - نزار قباني - YouTube
مقاربات بين الشعبي والفصيح رائحة الحبيب ترد الروح كما نلمس ذلك في أشعار العاشقين وقصص المحبين.. والمحب - رجلاً كان أو امرأة - يعرف رائحة محبوبه.. تلك الرائحة المميزة.. ويشمها من بعيد.. ويحس بقدوم السعادة وأجمل الوعود.. فكلُّ ما في الحبيب.. محبوب.. اسمه.. صوته.. رائحته.. محضره.. ذكره.. داره وأهله.. فالحب جوهر بسيط لا يتجزأ.. ولكنه - على بساطته - يملأ القلب كله.. ورائحة الحبيب تقع في القلب بسرعة البرق.. إنها ليست مجرد رائحة زكية يشمها الأنف فيرتاح، ولكنها رائحة مسحورة تنفذ إلى القلب مباشرة.. وتوحي بسعادات غامرة.. وتنشر ذكريات الحب والحبيب ومالها من مواقف ساحرة. والشعراء.. جريدة الرياض | رائحة من تحبُّها دائماً عطرة. وكذلك الشاعرات.. كل العشاق يرون أن أخصب الأرض ما وطأت قدم الحبيب، وأن أطيب الأريج ما فاح من أعطافه، وأن رائحته الطبيعية بلا عطور هي أطيب الطيب وأزكى العطور.. لأنها منه وفيه، فهي الحبيب نفسه كله على بعضه فتنة لعاشقه.. وبما أن رائحة الحبيب الأصلية هي الشذا والعطر والطيب، فقد عاب عمر بن أبي ربيعة على كثير غزة قوله: فما روضة زهراء طيبة الثرى يمج الندى جثجاثها وعرارها بأطيب من أردان عزَّة موهناً وقد أوقدت بالمندل الرّطب نارها فقال عمر: ما صنعت شيئاً!!