خطبة الجمعة قصيرة خطبة الجمعة قصيرة الحمد لله العالم بما في السرائر، هو الذي عنده علم كل شئ، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وهو على كل شئ قدير، أما بعد، لقد خلق الله الإنسان من عدم، وقال له كن فتمثل بشرًا سويًا، ولقد منحه الاختيار لينظر أيؤمن أم يكفر، وخلق فيه الضمير، فبالضمير الحي الذي يتقي الله يحفظ الإنسان اتزان الكون من حوله، وبغياب الضمير وغفلته، يختل توازن كل شئ، قال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. " إلا إن الإنسان كثيرًا ما يغفل عن ذكر الله، وينسى أنه هنا مطلع على ما بداخله، فيفعل المنكرات، ويسيء إلى غيره، ويهدر الحقوق، ويفعل الفواحش ظنًأ منه أنه في أمان من العقاب، وقد يتخفّى ويرتكب جرمًا لا يرضاه الله ورسوله، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك. يوم الجمعة (خطبة جمعة قصيرة). " إن الضمير الحي هو طاقة دافعة نحو كل ما هو صالح وخير في الحياة، وهو نور وهدى لصاحبه، وهو يجعل الإنسان يراقب نفسه ولا ينتظر على أفعاله رقيبًا، وهو يتجنب الفواحش والمنكرات، ويفعل ما يرضي ربّ العزّة، ويمتلك تلك الجوهرة الثمينة التي قال عنها ربنا في كتابه الحكيم النفس اللوامة، كما جاء في الآية الكريمة: "لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ. "
أ- يُسْتَحَبُّ أَنْ تَكُونَ الْأَيَّامُ الثَّلَاثَةُ مِنْ سُرَّةِ الشَّهْرِ وَهِيَ وَسَطُهُ وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ وَهُوَ اسْتِحْبَابُ كَوْنِ الثَّلَاثَةِ هِيَ أَيَّامُ الْبِيضِ وَهِيَ الثَّالِثَ عَشَرَ وَالرَّابِعَ عَشَرَ وَالْخَامِسَ عَشَرَ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ:{مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ ". فَنَاسَبَ صِيَامَهُمَا شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى وِ الْمُرَادُ أَيَّامُ صِيَامِهِنَّ مُكَفِّرَاتٌ لِلذُّنُوبِ مُبَيِّضَاتٌ لِلْقُلُوبِ. ب-إشارة إلى فضيلة الصوم في شعبان، وأن صوم يوم منه يعدل صوم يومين في غيره أخذًا من قوله ﷺ:"فصم يومين مكانه "يعني مكان اليوم الذي فوّته من صيام شعبان". الصيام بعد النصف من شعبان: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلَا تَصُومُوا". عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: "لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ".
إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.