یخلط معظم الأشخاص بین مفهومي البیانات والمعلومات ، و الفرق بين البيانات والمعلومات طفيف ولكن حاسم في نفس الوقت بين المفهومين؛ فالبیانات هي الحقائق والتّفاصیل التي تُشتق منها المعلومات، وهي نادرّا ما تكون مفیدة لوحدها حیث یجب أن تُرتب وفق سیاق محدد لیصبح لها معنى وعندها تُسمى بالمعلومات. * یمكن اعتبار البیانات المستوى الأول من المعرفة؛ فهي عبارة عن بعض الكیانات المبعثرة، وغیر المصنّفة، وغیر المنظّمة والتي لا تعني أي شيء. في حین أن المعلومات هي المستوى الثاني من المعرفة حیث تقوم بربط البیانات وجمعها وفق سیاق محدد بحیث تصبح ذات مغزى. * تعریف البیانات مواضيع مقترحة قبل الخوض في معرفة الفرق بين البيانات والمعلومات ، لنلقِ نظرة على كل منهما. والبداية مع البيانات. نشأ مصطلح البیانات (Data) في حوالي القرن السابع عشر، وهي مشتقة من الكلمة اللاتینیة datum، والتي تعني الشيء المُعطى. وبشكل عام، تُعرَّف البیانات على أنها مجموعة من الحقائق والأرقام الخام التي تحتاج للمعالجة لاستخلاص المعنى أو المعلومات منها. البیانات هي عبارة عن كیانات خام. یمكن أن تكون هذه الكیانات رقم من 0 إلى 9، حرف ( A-Z، a-z)، نص، كلمات، عبارات أو أحرف خاصة (*، /، @، #).
[١] الفرق بين المعلومات والبيانات من حيث الاستخدام ومن حيث الاستخدام فإن البيانات قد يتم استخدامها وقد لا يتم استخدامها مطلقًا ، وفي حال تم استخدامها فهي يتم استخدامها من قبل المنظمات الحكومية وغير الحكومية وغيرها، حيث تقوم بجمع البيانات لغايات ولأسباب مختلفة وخاصةً في البحث العلمي ، كما يتم استخدامها في التحليل الإحصائي، أما بالنسبة للمعلومات فهي دائمًا ما يتم استخدامها [١] ، على سبيل المثال تستخدم المعلومات بشكل مباشر في عملية اتخاذ القرارات وفي العديد من الأمور الأخرى. [٤] هناك عدة فروقات بين البيانات والمعلومات، فالبيانات حقائق أولية فردية قد تكون على شكل نصوص أو رموز أو أرقام وغيرها، لا تعطي معنى واضح ومفيد للبشر ويتم الحصول عليها من التجارب أو غيرها وتستند إلى التسجيل في السجلات والملاحظات، أما المعلومات فهي عبارة عن مجموعة بيانات مجتمعة معالجة، تعطي معنى منطقي وهي أكثر موثوقية من البيانات.
لو شبهنا البيانات بالعجين والمعلومات بالخبز كان التحليل الإحصائي هو النار التي تنضج البيانات عليها أي هو حلقة الوصل والوسيط المساعد في عملية التحول من غير مفهوم إلى مفهوم ومن غير مفيد إلى مفيد. لا يخلو أي بحث أكاديمي حول موضوع طبي أو اقتصادي أو اجتماعي أو تربوي من استخدام أدوات التحليل الإحصائي أو استخدام مسلّمات و معلومات مستنبطة من هذا العلم. الإحصاء و التحليل الإحصائي وأدواتهما موضوع واسع تؤلف بها الكتب و المجلدات وتضيق السطور في احتوائهم هنا، لكن ضمن سردنا المنطقي لعملية تحوير البيانات إلى المعلومات كان لا بدَّ أن ننوه عن نقطة الوصل والعصا السحرية التي أنطقت البيانات. المعلومات في البحث العلمي: ربما مفهوم المعلومات أًصبح واضحاً ملموساً بين يدي القارئ فالمعلومات هي مخرجات عملية التحليل الإحصائي من تحليل ومعالجة لجموع البيانات، فالمعلومات تفاصيل واضحة منظمة ليست عشوائية، وذات معنى ودلالة تُستخدَم وحدها أو مجتمعة مع معلومات أخرى لبناء النتائج المفهومة للمدير والمهندس والمستثمر و الباحث العلمي كلٌ في مجاله بقصد اتخاذ القرارات أو الإضافة للمجال العلمي أو المعرفي الذي جُمعت البيانات في سبيله.
صورة توضيحية
مشاركة البيانات مع الأوساط العلمية يكون بقصد إعادة تحليلها بطرق أخرى دون تقديم نتائج مباشرة جاهزة للاستخدام أما مشاركة المعلومات تفتح آفاقاً جديدة للباحثين باختبار صحتها وتدعيم أبحاثهم بشكل مباشر. ربما من منطلق طفولي نرى البيانات غير ذات أهمية و المعلومات هي الأفضل بنفس الطريقة التي نرى بها القميص القطني أفضل وأكثر فائدة من القطن الخام، لكن لولا الخام ما نتج شيء ومن هنا تنبع أهمية البيانات في تشكيلها الأساس القوي الذي نبني عليه معلوماتنا ومن ثم قرارتنا ونتائج أبحاثنا. لذا ينبغي على كل باحثٍ علمي يريد لبحثه النجاح والتميز أن يهتم بالجذور، ويركز على نقاء بيانات بحثه ويحرص على جودتها وموافقتها للمشاهدة العملية لأنها الخام الذي يقدم المعلومات والنتائج.