قال ابن القيم في " تهذيب السنن": حَدِيث أُمِّ سَلَمَةَ هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْمَرْأَة أَنَّ تَنْقُض شَعْرهَا لِغُسْلِ الْجَنَابَة, وَهَذَا اِتِّفَاق مِنْ أَهْل الْعِلْم, إِلا مَا يُحْكَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُمَا قَالا تَنْقُضهُ, وَلا يُعْلَم لَهُمَا مُوَافِق. انتهى. وقال الشيخ ابن عثيمين: وأقل واجب في الغسل أن تعم به جميع بدنها حتى ما تحت الشعر ، والأفضل أن يكون على صفة ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سألته أسماء بنت شكل عن غسل المحيض فقال صلى الله عليه وسلم: " تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا ، حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً - أي: قطعة قماش فيها مسك - فَتَطَهَّرُ بِهَا ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا! فَقَالَتْ عَائِشَةُ لها: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ. هل يجب غسل الشعر بعد الجنابة - اسألينا. رواه البخاري ومسلم.
نعم يجب غسل الشعر بعد الجنابة ودليل ذلك حديث عائشة قالت: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءهُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثَ حَفَنَاتٍ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ " رواه مسلم 474
ويدلّ الحديث على أنّ غسل الشعر واجب وليس مجرّد المسح، وعلى هذا اتفاق الفقهاء فيما نعلم. هل يجب غسل الشعر كاملًا من الجذور عند الاغتسال من الجنابة أم يمكن المسح عليه؟ - موضوع سؤال وجواب. لكن الحنابلة يوافقون جمهور الفقهاء في غُسُل الجنابة، ويخالفونهم في غسل الحيض والنفاس، حيث يقولون بوجوب نقض الضفائر، لقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعائشة: (انقضي شعرك وامتشطي) أخرجه البخاري. وإذاً فلا خلاف بين الفقهاء في وجوب غسل الشعر، وإنّما الخلاف حول نقض الضفائر أو الاكتفاء بغسلها. ولا يتأثّر هذا الحكم بطول الشعر واحتمال المرض. إنّما إذا رجّح الطبيب احتمال المرض بسبب الغسل، وكان هذا المرض مؤثّراً على النشاط الطبيعي للإنسان – وليس مجرّد زكام محتمل – يمكن عند ذلك تجاوز غسل الشعر والاكتفاء بمسحه بسبب هذه الضرورة إذا بلغت الحدّ الشرعي لإباحة المحظور أو ترك الواجب.
وأما حديث: "بلوا الشعر" فيرويه الحارث بن وجيه وحده، وهو ضعيف الحديث عن مالك بن دينار. الراجح هو وجوب غسل المسترسل من الشعر، وليس في ذلك مشقة إذ المطلوب صب الماء عليه من غير نقض المضفور منه، وأما ما ذكر في السؤال فليس عذراً شرعاً يبيح ترك ذلك الواجب الذي هو غسل الشعر. والله أعلم.
هل يجوز الصلاة بعد الاحتلام بدون اغتسال يعتبر هذا السؤال من أكثر التساؤلات التي تهم كافة المسلمين، حيث أن الإسلام دين الطهارة، ويدعو الناس إلى الاغتسال والوضوء، ومن المعروف أن هناك أوقات يجب على المسلم أن يغتسل، وتعرف هذه الأوقات بالحدث الأكبر، فهل يعتبر الاحتلام أمر يجعل من الغسل واجب، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا من موسوعة، كما سنعرفكم أيضًا خطوات الغسل السليم، الذي يتوافق مع السنة النبوية فتابع معنا. هل يجوز الصلاة بعد الاحتلام في هذه الفقرة سنستعرض حقيقة هذا السؤال، وسنقدم لكم اجابته وفقاً للشريعة الإسلامية. يجب الاغتسال بعد الاحتلام، وبعد ذلك يتم الصلاة، فإن لم يغتسل المسلم بعد احتلامه، لا تجوز صلاته، ألا بعد غسله. ولا يجوز تغير الملابس بعد الاحتلام والصلاة دون اغتسال. لهذا إن احتلم أي من الرجل لاو المرأة، ورأيا الماء، أي المني يجب الاغتسال. وإن احتلم الشخص بدون ماء، فلا يجب عليه الغسل. ونستدل بهذا الأمر بالرواية التالية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ اللَّهِ! إنَّ اللَّهِ لا يستَحي مِنَ الحقِّ ، هل على المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت ؟ قالَ: نعَم إذا رأَتِ الماءَ فضحِكَت أمُّ سلمةَ ، فقالت: أتَحتَلِمُ المرأةُ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ: ففيمَ يشبِهُها الولَدُ لهذا في حالة ملاحظة أي من المرأة أو الرجل السائل بعد احتلامهم، يلزمهم الغسل فوراً.