وأما الجزاء في الآخرة فهو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) أخرجاه في الصحيحين. محبة في الله والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه ، فالله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتقين ، والصابرين ، والمتوكلين والمقسطين ، والمقاتلين في سبيله صفا ، ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين ، والخائنين ، والمستكبرين. ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله ، لا تكدِّرها المصالح الشخصية ، ولا تنغصها المطامع الدنيوية ، بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله ، وإيمانه به ، وامتثاله لأوامره ، وانتهائه عن نواهيه ، ولما سئل أبو حمزة النيسابوري عن المتحابين في الله عز وجل من هم ؟ فقال: " العاملون بطاعة الله ، المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم ". والمحبة في الله هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين ، فإن كل محبة تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ، قال سبحانه:{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} (الزخرف: 67) ، وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد ، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( المرء مع من أحب).
فَتقولُ الملائكةُ: رَبَّنا، ومَنْ يَنبغي أنْ يُجَاوِرَكَ؟ فيقولُ: أين عُمَّارُ المَساجِدِ؟" ( الصحيحة). أما الصنف الرابع من هؤلاء الفائزين بظل الرحمن يوم القيامة ، ف "رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي الله، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ". وقد مضى معنا أن ذكر الرجال خرج مخرج التغليب أو التمثيل، وأن النساء في ذلك كالرجال. ولا يقصد بالرجلين العدد، بل قد تقع المحبة بين اثنين أو أكثر، سواء كانوا رجالا أو نساء، أو رجالا ونساء، كالمحبة القائمة بين الزوج وزوجته، وبين الابن وأمه، و بين الأخ وأخته. ويدل على العموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ ـ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ ـ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" متفق عليه. وصيغة "تَحَابَّا" تفيد التشارك في جنس المحبة، وأن كل واحد منهما أحب الآخر محبة حقيقية صادقة، لا غش فيها ولا تزوير، إذ بعض المحبة قد يقع لمصلحة دنيوية، أو لمآرب نفعية، أو لمقاصد آنية، متى ما تحققت، تلاشت هذه المحبة وتبخرت، ولذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم المحبة الحقيقية فقال: "اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ"، إذ إن ذلك من أوثق عرى الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله ـ عز و جل ـ" صحيح الجامع.
قد اندثرت على مدى الزمان، وعلى طول الأعوام: الحب في الله والبغض في الله. المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة عباد الله: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا القول ليس للصحابة بل لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يجعلنا من أمة الإجابة الذين أجابوا رسول الله وسمعوا لما قال، يقول صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الناس! اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وعلى قربهم من الله -الله أكبر! هؤلاء الناس من الآدميين، هؤلاء الناس من البشر يخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقام رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وعلى قربهم من الله؟! صفهم لنا يا رسول الله؟ فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس وموازع القبائل لم تصل بينهم أرحامٌ متقاربة إنما تحابوا في الله وتصافوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم نوراً وثناياهم نوراً يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
الخطبة الأولى ( الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
2- وثناء. 3- و مجد. فالحمد لله الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضا به، فإن كرر المحامد شيئا بعد شيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجدًا.
سورة الكوثر للأطفال مكررة نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا شقاوة حيث أنه لم تنزل سور القرآن لمجرد النصيحة والإرشاد أو لطاعة الله فقط، ولكن كل سورة لها الأحداث والوقائع المرتبطة بها، وكانت السبب في نزولها، حيث تمثل السور القرآنية كلام الله تعالى للرد على الكافرين وإنصاف الرسل وحمايتهم، وهذه الأمور الهامة لابد من تأسيس الأطفال ونشأتهم عليها لمعرفة دينهم وأحداثه، فالقرآن الكريم ليس للتلاوة والحفظ فقط، ولكن لابد أيضا من تفسيره وتدبره لمعرفة حكمة وعظمه الله عز وجل. سورة الكوثر للأطفال سورة الكوثر للأطفال مكررة تعتبر سورة الكوثر من السور البسيطة وسهلة الحفظ على الأطفال، حيث يمكن حفظها بمجرد قراءتها أكثر من مرة. ولكن يجب على الأهل والمعلمين عدم الاكتفاء بحفظ السورة فقط، ولكن من الأفضل شرحها للأطفال حتى ترسخ في قلوبهم، وذلك لأن فهم معنى الأشياء يسهل من حفظها. وفي البداية يجب معرفة سبب تسميتها بالكوثر وما هو الكوثر. سورة الكوثر مكرره. أسم الكوثر يدل على وفرة الرزق وكثرة الخير، ويقصد بها هنا نعم الله على الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن أفضل هذه النعم، هي نهر الكوثر الذي سوف يقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ويسقي منه عباد الله الصالحين.
ومن صفات هذا الحوض أن من يشرب منه لا يظمأ بعدها أبدا، ويستجاب له شفاعة النبي. حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يجلس في يوم مع الصحابة، وسألهم عن الكوثر، فقالوا له أن الله ورسوله أعلم، فقال لهم إنه حوض وعدني الله به يوم القيامة وقال عنه "حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك". ما هو سبب نزول سورة الكوثر أوضح عبد الله بن عباس السبب الأوضح والرواية الأصح لهذه السورة. سورة الكوثر مكررة - علوم. نزلت هذه السورة بسبب الواقعة التي حدثت مع الرسول بسبب العاص بن وائل. حيث التقيا هو والرسول صلى الله عليه وسلم على باب بني سهم حينما كان الرسول خارجا من المسجد وتحدث معه. وعندما دخل على صناديد قريش سألوه مع من كنت تتحدث، فقال لهم مع الأبتر، يقصد النبي صلى الله عليه وسلم. قبل هذا الوقت بقليل كان توفي عبد الله ابن النبي وكانت امه السيدة خديجة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له أولاد ذكور، وكانوا في القبيلة يسمون من ليس له ابن ذكر بالأبتر، وبسبب هذا الحدث نزلت السورة. ما هو تفسير سورة الكوثر تضم هذه السورة عدد صغير من الآيات ولكنها مليئة بالخير والنعم التي أنعم الله بها على النبي صلى الله عليه وسلم بها.
سورة الكوثر: هي سورة مكية. عدد أياتها: 3 آيات مباركات. ترتيبها في المصحف: 108 من اصل 114 سورة من المصحف المبارك. تقع في الجزء: 30 وهو جزء عمّ. وهي اقصر سورة بالقرآن المبارك. وهي اصغر سورة أيضاً. تاتي بالترتيب قبل سورة الكافرون. وتاتي بعد سورة الماعون. سبب تسمية سورة الكوثر: - هو اسم يدل على كثرة الخيرات ومن أهمها نهر (الكوثر) ، وهو حوض النبي "محمد صل الله عليه وسلم "يوم القيامة. ومن شرب من نهر الكوثر لا يظمأ بعده أبداً وتَجب له شفاعة النبي "محمد صل الله عليه وسلم". تفسير سورة الكوثر: سنذكر فيما يلي تفسير سورة الكوثر من سور المصحف الشريف وهذا التفسير بسيط لكي يكون تفسير ملائم للأطفال وغيرهم....... سوره الكوثر مكرره مشاري راشد. " إنا أعطيناك الكوثر ":إخبار عباد الله بالنعم ، والدعوة والشكر على نعمه العظيمة. "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ":قدم الله الصلاة على النحر ثم قدم التزكي على الصلاة. وفي قوله تعالى فصل: أي قم للصلاة المفروضة عليك ، لإنها ركن العبادات وقاعدة الإسلام وأعظم دعائم الدين. فصل معناها: واعبد ، فلا تكن صلاتك ولا نحرك الا لله سبحانه وتعالى. " إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ ":إن مبغضك يامحمد وعدوك هو الأبتر الذي جئت به من الهدى والنور هو المقطوع أثره من كل خير ، والأبتر تعني: الأذل المنقطع دابره الذي لا عقب له.
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال: «من كانت قراءته: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] في فرائضه ونوافله ، سقاه اللّه من الكوثر يوم القيامة ، وكان محدّثه عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أصل طوبى» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنّه قال: «من قرأ هذه السورة سقاه اللّه تعالى من نهر الكوثر ، ومن كلّ نهر في الجنّة وكتب له عشر حسنات بعدد كلّ من قرّب قربانا من الناس يوم النحر ، ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرّة رأى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منامه رأي العين ، لا يتمثّل بغيره من الناس إلّا كما يراه» «2». سورة الكوثر للأطفال مكررة لإجادة حفظها بسهولة والتدبر فيها – شقاوة. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من قرأها سقاه اللّه من نهر الكوثر ومن كلّ نهر في الجنّة ، ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرّة مكملة رأى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منامه بإذن اللّه تعالى» «3». وقال الصادق عليه السّلام: «من قرأها بعد صلاة يصلّيها نصف الليل سرّا من ليلة الجمعة ألف مرّة مكملة رأى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منامه بإذن اللّه تعالى» «4». وفي جنة الكفعمي عن كتاب خواص القرآن أنه من قرأ ليلة الجمعة بعد صلاة يصليها من الليل الكوثر ألف مرة ، وصلى على محمد وآل محمد ألف مرة رأى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في نومه.
التلاوات المتداولة