كما أن قطع الأراضي السكنية ذات المساحة 600 م2 قد ينتج عنها تسع وحدات سكنية. نتيجة لذلك، فإن إجمالي السكان المقيمين على مستوى البلوك التخطيطي يمكن أن يرتفع بنسبة تتراوح من 300%-500%، ويؤثر ذلك بشكل واضح على حجم الطلب على مواقف السيارات. في الواقع، لم تؤثر التنظيمات الخاصة بتجزئة الأراضي وفصل الوحدات السكنية على سعر المتر المربع من الأرض أو العقار السكني؛ بل عملت على تجزئة القيمة الإجمالية وهو ما يعني بقاء أسعار العقارات السكنية على ماهي عليه، أو ارتفاعها في ظل زيادة الطلب، حيث أمكن تحمل هذا الارتفاع مقارنة بعدد الأسر المستفيدة. وللأسف الشديد؛ فقد تم استغلال مثل هذا التنظيم من قبل بعض المستثمرين سعيا للربح السريع وذلك بإعادة تقسيم أراض واسعة النطاق وبناء وحدات سكنية للإيجار (بلوك سكني) دون توفير أي معالجات لمواقف السيارات أو حتى بناء مواقف تحت الأرض لتلك المجمعات السكنية الكبيرة. باختصار، إن تطبيق مثل هذه التنظيمات يقتضي دراسة الموقع ومعرفة مدى قابليته للتقسيم قبل منح الترخيص أو العمل على معالجة الآثار السلبية مبكرا من خلال تخصيص مواقف سيارات خارجية أو مواقف أرضية للوحدات السكنية القابلة للتأجير.
كنت في زيارة الأسبوع الماضي لأحد الأحياء الجديدة شمال شرق مدينة الرياض، أكثر ما لفت انتباهي في الحي هو اصطفاف السيارات بشكل طولي لمحاولة توفير أكبر قدر من المساحة نظرا لعدم توفر مواقف للسيارات.. بالكاد كنت قادرا على المرور بالسيارة بين هذا الكم الكبير من المركبات المتوقفة على الرغم أن عرض الطريق يتجاوز 15م. هذا الواقع يشير إلى إشكالية تتمثل في تكدس الوحدات السكنية الصغيرة (دبلوكسات) ضمن البلوك التخطيطي؛ في حين لا تعاني الأحياء السكنية التي تضم وحدات سكنية مستقلة (فلل كبيرة) من هذه الإشكالية. إن المعايير التخطيطية الافتراضية للمساكن المنفصلة (الفيلات) تتطلب توفير موقفين على الأقل لكل مسكن، أما الشقق السكنية فيتم توفير موقف لكل شقة (وحدة سكنية)، ويراعى فصل مواقف الزوار عن مواقف السكان. لقد تسبب نظام تجزئة الأراضي وفصل الوحدات السكنية بلا شك في زيادة عدد قطع الأراضي في البلوك التخطيطي الواحد ومعدلات الكثافات البنائية والسكانية دون بناء علاقة معيارية سليمة لمواقف السيارات مؤديا للزيادة حجم الطلب على مواقف السيارات. على سبيل المثال، تجيز اشتراطات البناء تقسيم القطعة السكنية الواحدة ذات المساحة 400 م2 لبناء ست وحدات سكنية (شقق).
شرعت أمانة العاصمة المقدسة في فرض رسوم على معلمي المدارس القريبة من المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، بحجة تنظيم مواقف السيارات مدفوعة الأجر المحيطة بالمدارس، وسط شكوى عدد من المعلمين من هذا الإجراء، الذي سيضطرهم إلى دفع 18 ريالاً يومياً للأمانة مقابل الوقوف لمدة ست ساعات خلال اليوم الدراسي، بمعدّل 500 ريال شهرياً. وأظهرت صور -حصلت "سبق" عليها- جاهزية المواقف الخاصة بمدرسة الحباب بن المنذر المتوسطة بمكة، ومدرسة ثانوية أم القرى، بعد أن تم تنظيم المواقف فيهما من قبل الشركة المشغلة والمستلمة لمواقف السيارات مدفوعة الأجر؛ تمهيداً لفرض الرسوم على المعلمين بعد أسبوع من الآن، بشكل فعلي. وقال معلمون في شكوى تلقتها "سبق": "لم يتبقَّ على المهلة التي حددتها أمانة العاصمة المقدسة لفرض الرسوم على مواقف المدرسة سوى ستة أيام، بعد أن تم تحديدها مسبقاً بشهر فقط، مشيرين إلى أن ذلك الإجراء يخالف ما صرحت به الأمانة في وقت سابق بأنها استثنت الموظفين بما فيهم المعلمون والطلاب أثناء الدوام الرسمي من رسوم المواقف مدفوعة الأجر. وطالبوا بضرورة استثنائهم من تلك الرسوم التي تكلفهم صرف مبالغ طائلة طيلة العام الدراسي، لافتين إلى أن الجهة المسؤولة توعَّدتهم بفرض قسائم وسحب السيارات حال لم يتم دفع الرسوم، دون إيجاد حلول لهذه المشكلة، مطالبين في الوقت نفسه إدارة التعليم بالمنطقة ببحث الموضوع مع الأمانة؛ للظهور بحل على وجه السرعة قبل أن تتفاقم المشكلة.
وقد وجَّه "القويحص" ضمن الجولة التفقدية بتشغيل مشروع المواقف الآلية الذكية تجريبيًا.