وقد رؤي سفيان الثوري في المنام، وله جناحان يطير بهما في الجنة ، فقيل له: "بم نلت هذا؟"، فقال: "بالورع". الأربعون النووية , إعراب الحديث الحادي عشر اترك ما شككت فيه. وللفقهاء وقفة عند هذا الحديث، فقد استنبطوا منه قاعدة فقهية مهمة تدخل في أبواب كثيرة من الأحكام، ونصّ القاعدة: " اليقين لا يزول بالشك"، فنطرح الشك ونأخذ باليقين، وحتى نوضّح المقصود من هذه القاعدة نضرب لذلك مثلًا، فإذا أحدث رجل، ثم شك: هل تطهّر بعد الحدث أم لا؟ فإن الأصل المتيقّن منه أنه قد أحدث، فيعمل به، ويلزمه الوضوء إذا أرد أن يصلي؛ عملا بالقاعدة السابقة، وهكذا إذا توضأ ثم شك: هل أحدث بعد الوضوء أم لا؟ فالأصل أنه متوضأ؛ لأن وضوءه متيقنٌ منه، وحدثُه مشكوك فيه، فيعمل باليقين. وللحديث زيادة أخرى وردت في بعض طرق الحديث، فقد جاء في الترمذي: « فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة » ، وفي ذلك إشارة إلى أن المسلم إذا ابتعد عن كل ما يريبه، فقد حمى نفسه من الوقوع في الحرام من باب أولى، وهذا يورثه طمأنينة في نفسه، مبعثها بُعده عن طريق الهلاك، أما إذا لم يمتثل للتوجيه النبوي، وأبى الابتعاد عن طريق الشبهات، حصل له القلق والاضطراب، لأن من طبيعة المشكوك فيه ألا يسكن له قلب، أو يرتاح له ضمير. وخلاصة القول: إن هذا الحديث يعطي تصورًا واضحًا للعبد فيما يأخذ وفيما يترك، ومدى أثر ذلك على راحة النفس وطمأنينة الروح، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الورع والتقى؛ إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
[ ص: 281] وكان يونس بن عبيد إذا طلب المتاع ونفق ، وأرسل يشتريه يقول لمن يشتري له: أعلم من تشتري منه أن المتاع قد طلب. وقال هشام بن حسان: ترك محمد بن سيرين أربعين ألفا فيما لا ترون به اليوم بأسا. وكان الحجاج بن دينار قد بعث طعاما إلى البصرة مع رجل وأمره أن يبيعه يوم يدخل بسعر يومه ، فأتاه كتابه: إني قدمت البصرة ، فوجدت الطعام مبغضا فحبسته ، فزاد الطعام ، فازددت فيه كذا وكذا ، فكتب إليه الحجاج: إنك قد خنتنا ، وعملت بخلاف ما أمرناك به ، فإذا أتاك كتابي ، فتصدق بجميع ثمن الطعام على فقراء البصرة ، فليتني أسلم إذا فعلت ذلك. وتنزه يزيد بن زريع عن خمسائة ألف من ميراث أبيه ، فلم يأخذه ، وكان أبوه يلي الأعمال للسلاطين ، وكان يزيد يعمل الخوص ، ويتقوت منه إلى أن مات رحمه الله. وكان المسور بن مخرمة قد احتكر طعاما كثيرا ، فرأى سحابا في الخريف فكرهه ، فقال: ألا أراني قد كرهت ما ينفع المسلمين ؟ فآلى أن لا يربح فيه شيئا ، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب فقال له عمر: جزاك الله خيرا. شرح حديث دَعْ ما يَرِيبك إلى ما لا يَرِيبك. وفي هذا أن المحتكر ينبغي له التنزه عن ربح ما احتكره احتكارا منهيا عنه ، وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على التنزه عن ربح ما لم يدخل في ضمانه لدخوله في ربح ما لم يضمن ، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أحمد في رواية [ ص: 282] عنه فيمن أجر ما استأجره بربح: إنه يتصدق بالربح ، وقال في رواية عنه في ربح مال المضاربة إذا خالف فيه المضارب: إنه يتصدق به ، وقال في رواية عنه فيما إذا اشترى ثمرة قبل صلاحها بشرط القطع ، ثم تركها حتى بدا صلاحها: إنه يتصدق بالزيادة ، وحمله طائفة من أصحابنا على الاستحباب ، لأن الصدقة بالشبهات مستحب.
في العلا توجد اكبر قاعة مرايا ومساحتها ، تُعتبر قاعة مرايا الواقعة في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية من أهم الواجهات السياحية التي تجذب أنظار الزوار من كل مكان إليها، وذلك نظراً لأنه تُمثّل نقطة التقاء بين الحضارات القديمة وثقافاتها المختلفة والمتنوعة، ومن خلال موقع المرجع سيتم الحديث في هذا المقال عن مدينة العلا السعودية، وقاعة مرايا، بالإضافة إلى أبرز ما تتميز به هذه القاعة. محافظة العلا في المملكة السعودية تُعد العلا إحدى المدن السعودية، وتقع شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتتبع لإدارة المدينة المنورة، وتبعد عنها حوالي 300 كيلو متر إلى جهة الشمال من المدينة، وتُعتبر مدينة العلا من أهم الوجهات السياحية التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم، نظراً لوجود العديد من الأماكن الأثرية والطبيعيّة فيها، وقد سُمّيت مدينة العلا بهذا الاسم نسبةً إلى وجود عينين مشهورتين بالماء العذب فيها، وهما المعلق وتدعل، كما تتواجد مدينة العلا بين جبلين كبيرين يقعان على أحد الوديان الخصبة، وتشتهر بزراعة النخيل والحمضيات والفواكه، ويتبعها حوالي 300 قرية. [1] شاهد أيضًا: كم عمر مدينة العلا في العلا توجد اكبر قاعة مرايا ومساحتها تُعد قاعة مرايا من أهم المعالم السياحية والمميزة في محافظة العلا السعودية، فهي عبارة عن تحفة فنية تتربّع على الأودية الصحراوية في تلك المدينة، فهي كالخيال إذ تنهض من الرمال كعروس خيالية تُغطيها ألواح عاكسة، تظهر جمال مدينة العلا الطبيعيّة، وتبلغ مساحة قاعة مرايا حوالي 9, 740 متراً مربعاً من المرايا العاكسة، وهذا ما يجعلها أكبر مبنى عاكس في العالم، وقد تمّ تسجيله في موسوعة جينيس.
[٢] أهم الآثار في مدينة العلا يوجد في مدينة العلا العديد من الآثار والمواقع القديمة، فلم تأتِ تسمية المدينة بعاصمة التاريخ والآثار عبثًا، ومن أهم الآثار في العلا: [٢] قصر الفريد: وهو قصر قديم يتفرّد بكتلة من الصخور الضخمة وبواجهة منحوتة وضخمة وفريدة من نوعها. قلعة موسى بني نصير: وهي قلعة كبيرة توجد على واحدة من أعلى الجبال في المدينة، بناها القائد موسى بني نصير بلوي. جبل عكمة: يضم هذا الجبل عددًا من النقوش والرّسوم والمنحوتات الصخريّة، والتي تعود لحضارات سابقة، ويضم أيضًا منطقة الدّيرة التي يعود تاريخها للقرن السابع للهجرة، وفيها الكثير من المنازل الأثريّة القديمة والمبنيّة من الحجارة والطين. [٣] الطنطورة: يعود تاريخها للعصر العباسي، وهي بناء ضخم يتخذ الشكل الهرمي ويمتاز بالدّقة الشديدة في البناء والتصميم، وتستخدم الطنطورة لمعرفة الفصول ووقت دخول مربعانية الشتاء، وكانت تستخدم في توزيع المياه على المزارعين. جبل اثلب: وهو عبارة عن كتلة صخريّة ضخمة يعتقد علماء الآثار بأنها كانت المقر الرّئيسي لدولة الأنباط، وبالقرب من الجبل العديد من النقوش والحفريات القديمة وصور للجمال والتجار. في العلا توجد اكبر قاعة مرايا ومساحتها - موقع المرجع. [٤] جبل الفيل: وهو عبارة عن صخرة عملاقة يبلغ طولها 50 مترًا وتتخذ شكل الفيل، يأتي السياح لهذا الموقع لأخذ الصّور التذكاريّة وممارسة العديد من الهوايات المفضّلة لهم؛ مثل تسلّق الصخرة وممارسة رياضة المشي وقيادة الدّراجات الهوائيّة في ظل الأجواء الجميلة والنسائم العليلة.