ويستحب أن يحرص المؤمن على ترديد دعاء سيدنا يونس في كل أوقاته حتى يفك الله عنه الضيق والغم والكرب ويبعد عن البلاء. الاستغفار أخرج يونس من بطن الحوت إن فضل الاستغفار كبير وعظيم كما أخبرنا القرآن الكريم، فبالاستغفار يفك الله الكروب ويزيل الهموم، كما أن الاستغفار هو أحد الأسباب التي أخرجت سيدنا يونس من بطن الحوت. فحين ابتلع الحوت يونس عليه السلام وجد نفسه وحيدا في ظلمات كثيرة، فلجأ يونس عليه السلام إلى رب العالمين يرجوه ويستغفره من الذنوب وقال: "لا اله إِلَّا أنت سبحانك إِنِّي كنت من اني الظَّالِمِينَ" اقرأ أيضا: دعاء المظلوم على الظالم مستجاب.. اتقي دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب وهذا الدعاء وإن لم يكن بصيغة الاستغفار إلا أنه إقرار بالذنب وبقدر الله وإقرار بالوحدانية وطلب الغفران من الله عز وجل. ومن فوائد الاستغفار أنه يوسع الرزق بالمال والولد، ولقد قال الله: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا". إن قصة سيدنا يونس فى بطن الحوت لها دلالة عظيمة حيث ذكر القرآن كيف أن سيّدنا يونس عليه السّلام استطاع أن يخرج من هذه الغمة بفضل الدعاء ليكون الدعاء بعد ذلك مذكورا في القرآن، ويؤكد لنا سيدنا محمد أن دعاء سيدنا يونس فى بطن الحوت لا يدعو به أحد إلا استجاب الله له، فاللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذا الدعاء لم يدعو به مسلم ولم يستجيب الله له بفضله بأذن الله، كما أن هذا الدعاء يشمل توحيد الله سبحانه وتعالى والخضوع له. قصة سيدنا يونس باختصار ارسل نبى الله يونس الى قوم نينوى فى العراق، وكانوا يعبدون الاصنام ويشركون بالله سبحانه وتعالى، ومكث فيهم نبى الله يونس يدعوه لعشرات السنين، ولم يؤمن منهم سوى رجلين فقط، وكان يكذبون، استمروا على ضلالهم، حتى ياس نبي الله يونس، وخرج من قومه دون أن يأذن الله له الخروج، وبعد خروجه من المدينة أرسل الله على قومه بوادر العذاب فأرسل عليهم سحب سوداء، فعرفوا انها عذاب من الله فلجأوا إلى أحد الصالحين فدلهم على طريق التوبة، وتوبوا إلى الله وكان نبى الله يونس فى هذا الوقت قد خرج من المدينة. ووجد سفينة مع قومه فحملوه معهم على ظهرها، وعندما توسطوا البحر، اهتزت السفينة وكان يجب أن يتخلصوا من أحدهم ليخففوا من حمل السفينة، اقترع القوم ثلاث مرات خرجت القرعة فيها على نبي الله يونس، وكانوا يلتمسون فيه الصلاح ويعيدون القرعة، وبعد ثلاث مرات القى نبى الله بنفسه في البحر، فالتقمه الحوت، وكان دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت هو "لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين"، فقذفه الحوت على الشاطىء، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين ياكل منها ويستظل بها، وعاد الى قومه فوجدهم مؤمنين، وعاش معهم.
وأطلق على سيدنا يونس العديد من الأسماء نسبه إلى ذكرهم في كتاب القرآن الكريم وهم صاحب الحوت و ذا نون. قصة سيدنا يونس عليه السلام في القرآن الكريم أمر الله سيدنا يونس عليه السلام أن يذهب بالنبوة ونشر الإسلام إلى أهله وعشيرته حتى ينتشر بينهم دين الإسلام ولكن قوم رفضت لك الدعوة بشتى الطرق والأشكال. وفي ذلك الوقت شعر سيدنا يونس بضيق شديد وحزن وأخبرهم أن الله سوف ينتقم منهم وسوف يكون عذابه شديد، وقال لهم وسوف يأتي عليكم ثلاثة أيام من عذاب شديد وقوي. ولكن أهل سيدنا يونس لم يتعظوا ولم يأخذ كلامه على محمل الجد، خرج سيدنا يونس إلى ربه يشتكي من ظلم قومه وقال لرب العزة أن ينزل بقوم عذابا شديد يجعل في قلوبهم الخوف والرعب. بعد ذلك أمر الله يونس أن يخرج من بلده ومعه القوم المسلمين وركب في السفينة حتى ذهبت السفينة، وهنا ظنوا أهله أنها دخلت إلى الهلاك. بعد ذلك طلبوا أن تخف من حمولة السفينة، أمر أحدهم أن يقوموا بعمل قرعة ومن يظهر بها يلقي بنفسه في البحر. وبالفعل وقاموا بعمل قرعة حتى وصلت على سيدنا يونس وألقوه في البحر، وهنا أمر الله عز وجل الحوت أن يبتلع يونس دون أن يكسر عظام أو يأكل اللحمة. ويظلل سيدنا يونس داخل بطن الحوض وقت طويل حتى ضاق صدره وظل يدعوا الله ليلا ونهارا بالدعاء والذكر بسم الله الرحمن الرحيم (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
فعندما وجد سيدنا يونس نفسه على قيد الحياه داخل ذاك الحوت الضخم أخد يسجد لربه ويسبحه ويدعيه الدعاء الشهير "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فينجيه ذلك من الغم والكرب ويخرجه سالماً غانماً فألقاه الحوت على الشاطئ سقيماً ضعيفاً هزيلاً. وأخذ سيدنا يونس عليه السلام يتغذى من ثمار شجرة بعدما تلقته رحمة وعناية ربه إلى أن أوحى الله له بأن يعود إلى قومه مرة ثانية، وعاد نبى الله يونس عليه السلام إلى قومه مرة أخرى وأمن به أعداد كثيرة منهم وكما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم بسورة الأنبياء أية ٨٧- ٨٨ "وذا النون إذ ذهب إلى مُغاضِباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين". كما أن الحديث عن سيدنا يونس عليه السلام فى القرآن الكريم ورد فى سور "الأنعام، يونس، الأنبياء، الصافات"، ونأخذ عبرة من هذه القصة عن رحمة الله عز وجل وتوبته على عباده مهما حدث، لذا أجمعنا لك الدروس المستفادة من تلك القصة. الدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس • عدم التعجل والتسرع: فعندما تسرع سيدنا يونس عليه السلام بترك قومه عندما شعر باليأس تجاه دعوتهم فرأينا ما أصابه فكان من المفترض أن يكون بجانبهم ينصحهم ويذكرهم حتى يأمنوا بالله.