وفي الأرض الخراب يقودك الشعر إلى طقوسه الجمالية كي ترى بعين الشاعر عالماً لا يتعظ يقود الناس فيه أنفسهم إلى الخراب، ويطوي الموت الحشود التي تتدفق في الشوارع والجسور، كما لو أنها لم توجد من قبل: مدينة زائفةٌ تحت الضباب البنيّ لفجرٍ شتائي تدفَّق حشْدٌ فوق جسر لندن، وكان غفيراً، ولم أتصور أن الموت محا عدداً بهذا الحجم. وفي قصيدة الأرض الخراب يرثي إليوت الحضارة الغربية التي تسير على طريق التدهور مشيراً إلى الجمال الثقافي والإبداعي الذي امتلكته مرة في الأزمنة الكلاسيكية، أما ابن الحضارة الغربية الحالي فلا يعرف إلا كومة من الصور المحطمة: أية جذور تتمسّك، وأية أغصان تنمو في هذه النفايات الحجرية؟ أيها الإنسان أنت عاجزٌ عن القول أو التخمين لأنك لا تعرف إلا كومة من الصور المحطمة، حيث تسلّط الشمس نارها، حيث لا تمنح الشجرة اليابسة ظلا، ولا الجندب راحة، ولا يصدر عن الصخرة الجافة صوتُ ماء. ومن الشعراء الآخرين الذين أجد قراءتهم مغنية في هذا الوقت العصيب الشاعر الأمريكي روبنسون جيفرز الذي لم يُترْجَم بعد إلى اللغة العربية. كفر روبنسون جيفرز بالحداثة وشعرها، وتبنى موقفاً نقدياً من شعر ت. إس. شعر عن الزمن الذي. إليوت وعزرا باوند، واتهم شعر الحداثة بافتعال الغموض والابتعاد عن القراء، ولذلك صُنف كشاعر ضد الحداثة، وافتتح لنفسه طريقا خاصاً به حقق له جماهيرية ضخمة بين القراء، وله قصائد تشكك في جدوى الوجود البشري ووجود الله، وتوحي بأن في الطبيعة ما هو أفضل من البشر، كما لو أنه يكرر ما قاله المعري قبله منذ زمن طويل، حين قال: أفضلُ من أفضلهم صخرةٌ لا تظلم الناس ولا تكذبُ كان روبنسون جيفرز من شعراء التشاؤم، ولم يؤمن بإله لهذا الوجود بل اعتبر أنه من الأفضل للإنسان أن يعبد الطبيعة، ذلك أن إله الأديان التوحيدية لم يقدم حلاً له ولم يخرجه من مأزقه وحوّل الإنسان الإله ووظفه كأداة للغزو والتهميش وتبرير الجريمة.
مهما كانت درجة جمال الإنسان فإنه لا يوجد شخص كامل الأوصاف ولابد أن هناك بعض العيوب التى يحملها، ليكون دائمًا جمال الروح والجوهر هو الغالب والأكثر كمالاً من جمال المظهر. ومهما كانت درجة جمال نجوم الفن الذين نراهم من وراء الشاشات وننبهر بجمالهم فإن هؤلاء النجوم يعانون من بعض العيوب التى يحاولون إخفاءها أمام الكاميرا حتى لا تظهر للجمهور. شعر عن الزمن المفضل. وكان نجوم الزمن الجميل الذين تعجبنا طلتهم دائمًا أو نرى فيهم الجمال المثالى يعانون من بعض العيوب التى تخفيها الكاميرا، ويحاولون بكل الطرق ألا تظهر للجمهور. فعلى الرغم من أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت من أكثر الوجوه الجميلة على الشاشة فى كل مراحل حياتها، إلا أنها كانت تعانى من سقوط الشعر بشكل كبير بسبب مكواة الشعر، ولهذا كانت من أوائل الفنانات اللاتى استخدمن باروكات الشعر قبل انتشارها ، وذلك بعد أن فشلت كل محاولاتها لعلاج سقوط الشعر ومساعدته على النمو، لذلك لجأت لاستخدام الباروكات حتى تتجنب استخدام مكواة الشعر بشكل مستمر ولا تجهد شعرها بصورة كبيرة. وبدأت فاتن حمامة مشوارها الفنى فى سن الطفولة بعد فوزها فى مسابقة لاختيار ملكة جمال الأطفال لتشارك بعد هذا الفوز فى فيلم يوم سعيد، وبعده شاركت فى فيلم رصاصة فى القلب أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب واستمر عطائها ومشوارها الفنى حتى رحيلها.
ولعل ما تبقى لنا في طيات هذه الحياة يجعل أوطاننا تتسع لأحلامنا فنختم صحائفنا بصلاح الحال وراحة البال. الكاتبة والشاعرة هدى غازي