ـ والآن عودة إلى سؤالنا الأساسي: من سيدخل الجنة من بين كل هؤلاء! ؟.. جاء عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله ~ "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة.. والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار. جريدة الرياض | من سيدخل الجنة!؟. ".. قيل: يا رسول الله من هم! ؟ قال: (الجماعة).
حول العالم الجنة والنار مفهوم عقدي موجود في كل الأديان تقريباً. وهما رديف مباشر لمن آمن وامتثل، ولمن كفر وعصى. وغني عن القول أن كل فريق يطمع في أن يدخل جنة نعيم. وكل فريق يحاول احتكار الجنة لنفسه وقذف الآخرين في النار!! ؟ وهذا الاحتكار والتصدي نلاحظه حتى بين الفرق المتشعبة في الدين ذاته. ولأنكم لا ترغبون في الحديث عن تكفير الطوائف داخل مظلة الإسلام (!! تخريج حديث: «آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة». ) سأحدثكم عن بعض الاعتقادات السائدة بين الفرق المسيحية في أمريكا.. ففي أمريكا يوجد أكثر من 200دين وفرقة. أكثرهم المسيحيون الكاثوليك (الذين يشكلون ربع السكان) ثم المسيحيون البروتستانت ـ في حين يأتي المسلمون في المركز الرابع واليهود بالمركز السادس. وقد عمدت دار تايندال للنشر إلى إصدار سلسلة كتب تدعى "من تركوا لوحدهم" (أو Left Behind) تتضمن الكثير عن الاعتقادات الدينية السائدة في الغرب. ومؤخراً قامت باستقصاء للمعتقدات الدينية السائدة بين أتباع الطوائف المسيحية في أمريكا فخرجت بالنقاط التالية: ـ البروتستانت يفوقون الكاثوليك في الاعتقاد بدخول الجنة (بنسبة 71% إلى 53%)!! ـ 61% من مجمل المسيحيين يعتقدون أنهم سيدخلون الجنة ـ في حين قال 28% أنهم لا يعرفون مصيرهم بالتحديد!!
ـ ولكن جميعهم يعتقدون أن غير المسيحيين سيذهبون إلى النار (وقالوا لن يدخل الجنة إلاّ من كان هودا أو نصارى)!! ؟ ـ ونصف الأمريكان تقريباً يعتقدون أن الدنيا ستنتهي بتدخل سماوي مفاجئ! ـ وثلثا هؤلاء يعتقدون أن هذا التدخل سيكون بعودة المسيح إلى الأرض للمرة الثانية! ـ ونصف المؤمنين يرون أن هناك "احتمالا كبيرا" بأن تنتهي الحياة علي الأرض قبل وفاتهم!! ـ أما الملحدون فاختار معظمهم سببين رئيسيين لانتهاء الحياة: "كارثة بيئية" أو "حرب نووية"!! ـ وأكثر الطوائف المصدقة بعودة المسيح هم الانجليك (بنسبة 75%) ثم البروتستانت (بنسبة 69%) ثم الكاثوليك (بنسبة 55%)!! ـ و48% من المؤمنين يعتقدون أن منطقة الشرق الأوسط ستكون مسرحاً لانتهاء الحياة وعودة المسيح مرة ثانية إلى الأرض!! وتعليقاً على النقطتين الأخيرتين نشير إلى أن (عودة المسيح) اعتقاد مشترك بين الأديان السماوية الثلاثة؛ فالمسلمون يؤمنون بنزوله في آخر الزمان ـ واتفقت أكثر الروايات على أنه في الشام. واليهود مايزالون ينتظرون المسيح الأول وقيادتهم لاكتساح العالم. من هو اخر نبي يدخل الجنة - إسألنا. أما المسيحيون فينتظرون نزوله الثاني في فلسطين لهداية كل اليهود (وهو ما يفسر تأييد المنظمات المسيحية للتجمع اليهودي في فلسطين رغم الخلاف العقائدي بينهما)!!