لست بالخب ولا الخب يخدعني - مقطع من سلسلة (أنا لكم ناصح أمين) | الشيخ/ د. مدثر أحمد إسماعيل - YouTube
لست بالخبِ ولا الخبُ يخدعني Posted: 03/30/2011 in تطوير الذات مدخل: يحكى أن رجلاً دخل في قرية ، فأوى إلى بيت كرام فآووه ، ورب الدار يطعمه ويسقيه ويكرمه في بيته شهوراً طويلة حتى هدأت العيون وسكنت له النفوس ، بعد هذا يقوم الرجل بهتك أستار البيت ، والتعرض لعوراته بأساليب متنوعة ، فقابل الإحسان بالإساءة ، والأمانة بالخيانة فيموت رب الدار حسرة وقهراً ، يقتل رب الدار الذي أحسن إليه ، الذي أواه! ، وقبل الوفاة يتساءل رب البيت: أما أكرمتك فأهنتني ؟! ، أما أمنتك في داري فخنتني ؟! المؤمن ليس بالخب ولا ينخدع به - إسلام ويب - مركز الفتوى. ، ألا آويتك فهتكت ستر بيتي ؟!. لست بالخبِ ولا الخبُ يخدعني: مقولة للفاروق عمر رضي الله عنه ، وأُحبُ أنْ أتناولها من جوانب أخرى ، فقد يأتي الخبُ فيمارس أدواراً معينة يظن أن الجميع في منزلة السذج ، لأنه يراهم بعينه ، بينما هم يتعاملون معه بحسن الظن تارة ، أو التغافل تارة ، أو الصبر والعلاج بحكمة تارة أخرى ، ويظن أن هؤلاء ساذجين بتعايشهم مع أدواره وأساليبه المكشوفة ، بينما هم حكماء في تصرفهم ، واضعين ربهم نصب أعينهم ، ولسان حالهم يقول: ( لستُ خبيثاً ولا ماكراً ولكن الماكر والخبيث لا يستطيع بأن يخدعني). فليس الصبر والتغافل هو سذاجة فقد يكون على قول القائل: ليس الغبي بسيد في قومه ولكن سيد قومه المتغابي ، ليصل لأمور يريدها ، فتكون له قوة.
وقال ابن القيم، في كتاب "الروح": "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع". وقال المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع، وعقلٌ يَمنعه أن يخدع"،، والله أعلم. 185 29 680, 741
فما كان من حظه السيء إلا أن وقع أسيراً مرة أخرى في يد المسلمين، فجاؤوا به إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم– وأراد أن يعيد مشهد الخداع مرة ثانية، فقال: يا رسول الله أقلني –أي سامحني واعفُ عني- فرد عليه صلى الله عليه وسلم قائلاً: «لا والله، لا تمسح عارضيك بمكة- يقصد لحيته على جانبي الوجه- وتقول: خدعتُ محمداً مرتين.. اضرب عنقه يا زبير»، فلقي جزاءه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يومها: « لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ». فصار الحديث مثلاً. لست بالخب ولا الخب يخدعني - مقطع من سلسلة (أنا لكم ناصح أمين) | الشيخ/ د.مدثر أحمد إسماعيل - YouTube. العطف والرأفة واللطف والعفو، أخلاق فرسان راقية وعظيمة، كلنا يحتاجها ويسعى إلى التخلق بها في تعامله مع الآخرين. لكن هذا لا يعني أن تكون لطيفاً أو طيباً بشكل مطلق إلى حد السذاجة، فإن لكل شيء حداً لا يجب تجاوزه. قد تجد من الناس حولك من يعتقد أو يظن طيبة الآخرين معه في التعامل بالأخلاق العالية الراقية، غباءً أو سذاجة، فيدفع به إلى التمادي وربما التفحش في التعامل، حتى تراه يكرر الخطأ مرة وأخرى عن عمد، باعتبار أن من يتعامل معه، شخص طيب ودود أو ساذج -إن صح التعبير- وتلكم النظرة، لا شك أنها استغلالية، وقمة في الدناءة. درس في الكياسة والفطنة من هنا، نجد قدوتنا -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا درساً بليغاً في هذا المجال، كيلا يتم استغلال طيبة و أخلاقيات المسلم الراقية الرفيعة من قبل انتهازيين واستغلاليين.
إ شارة: الحذر ثابت في الكتاب وثابت في السنة، ثابت في الكتاب قول رب العزة سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن كيس فطن) ، فينبغي أن يكون الحذر صفة المؤمن ، فقد يأتي الماكر بصفة الأستاذ ، وقد يأتي بصفة الشيخ ، وقد يأتي بصفة المفكر ، فيتلون حسب حاجة المخدوع ، فيعرض له الخدمة ليتقرب من ضحيته ، فإن استكانت أصبحت بين أياديه. فلا تكن ساذجاً ، واعتبر بمن حولك ، والزم الحذر من الغرباء. لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني .... يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين: آية عظيمة ، ونصيحة ربانية ، فقرن الله سبحانه التقوى بأمر وهو أن تكون مع الصادقين ، والصادقون هنا هو مايحتاجه المؤمن والمؤمنة ليكونوا عوناً لهم على التقوى والصلاح والفلاح ، أما الكاذب المخادع فهو معين لامحالة على الفساد والضياع. خاتمة: يقول الله سبحانه { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة هم العدو فاحذرهم}.
وعالم اليوم مليء بأنواع وأشكال وفنون الخداع، على المستوى السياسي والإعلامي والثقافي والتجاري وحتى الديني، وغيرها كثير، الأمر الذي يستوجب السير بحذر وتأنٍ وتريث، وسط كل تلكم الأكاذيب وصور الخداع هنا وهناك.. حفظنا الله وإياكم من شر الخدع والمخادعين، من القريب قبل البعيد. إنه سميع عليم مجيب الدعوات.
وقد نسب المقولة إليه من قدماء الأدباء وغيرهم: الجاحظ في "البيان والتبيين" 68، و"الحيوان"(2/279)، ونسبها إليه كذلك أبو طالب المكي، في "قوت القلوب " (2/444)، والزمخشري في "ربيع الأبرار"، والراغب في "محاضرات الأدباء"، والغزالي في "الإحياء" (2/80)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (8/42)، وهو من مدققي المحدثين والمؤرخين رحمه الله تعالى وقد نسبها ابن منظور في "لسان العرب"، والزبيدي في "تاج العروس"، كلاهما في مادة (خبب) - لابن سيرين. هذا؛ وقد اشتهر نسبة الأثر لأمير المؤمنين، أبي حفصٍ، عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه ولعل ذلك لوقوعها في كتب شيخَيِ الإسلام: أبي العباس، ابن تيمية ، وأبي عبد الله، ابن القيم ، معزوةً له، فقد وقعت في "مجموع الفتاوى " (5/265)، "وإعلام الموقعين" (3/241)، و"الروح" (ص244)، وكذلك نسبها ابن عبد ربه لعمر رضي الله عنه في أربعة مواضع من "العقد الفريد". والخِبُّ هو: المُخادع الغادر؛ قال في "الصحاح": "الخِبُّ: الرَّجل الخدَّاع الجُرْبُزُ، تقول منه: خَبِبْتَ يا رجُل تَخَبُّ خِبًّا، مثال عَلِمْت تعلم عِلمًا، وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ؛ أي خدعه" اهـ. والمعنى: لستُ بالماكر المُخادع -وحاشاه عن ذلك- ولكنَّه لا يُمكن أن يخدعه الماكِر المراوغ؛ فليس المُؤمن مُخادعًا غادرًا، كما لا يَسمح لغيره أن يغدر به.
مشاركات جديدة عضو ذهبي تاريخ التسجيل: 02-08-2017 المشاركات: 1784 رب اخ لك لم تلده امك. اخوة النبي (ص) لعلي (ع) نموذجا. 05-05-2020, 10:05 AM بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل على محمد وال محمد. يقول المثل المشهور رب اخ لك لم تلده امك ، فالاخ لفظ مشترك يطلق على من خرج معك من رحم الام الواحدة ، ويطلق ايضا على الصديق. ففي اغلب الاحيان بل في اكثرها قد تجد التعبير عن الصديق بالاخ وخصوصا في القران الكريم قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.... ) - 1 - ولا ينحصر اطلاق لفظ الاخوة في القران الكريم على الصديق بل قد يطلق لفظ الاخوة على غير الصديق ايضا كما في قوله تعالى: ( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ) - 2 - وفي بعض الاحيان قد تجد ايضا التعبير عن الاخ - الذي لم تلده امك - بالصديق كما في روايات اهل البيت (ع). قال الامام علي (ع): ( الصَّديقُ نَسيبُ الرّوحِ ، وَالأَخُ نَسيبُ الجِسمِ) - 3 - وقال (ع): ( الأصدقاء نفس واحدة في جسوم متفرقة) - 4 - فمن هو يا ترى الاخ و الصديق الذي اختاره علي (ع) ليكون صديقا واخا له نفسه كنفسه وروحه كروحه ؟؟؟ الجواب: في الحقيقة ان النبي الاكرم محمد (ص) هو الذي اختار الامام علي (ع) ان يكون اخا له ففي مثل يوم غد المصادف 12 من شهر رمضان المبارك في السنة 1 للهجرة آخى النبي الاكرم محمد (ص) بين المهاجرين والانصار وبين جميع الناس ولم يبقى الا الامام علي (ع) فاختار النبي (ص) علي (ع) اخا وصديقا له ولم يختر غيره ، ولا يوجد اي صحابي اكفا من علي (ع) لكي يؤاخيه النبي (ص).
*************************** الهوامش: 1 - سورة الحجرات ، الاية 10. 2 - سورة الشعراء ، الاية 161. 3 - شرح نهج البلاغة. 4 - غرر الحكم ، حكمة رقم: 2059. الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد اقتباس خادم الكفيل مشرف قسم الامام الحسين والمناسبات والادعية والزيارات تاريخ التسجيل: 10-06-2009 المشاركات: 3998 الأخ الفاضل العباس اكرمني. أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع. جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم. وتقبل الله منكم الصيام والقيام وصالح الأعمال. ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه. مشرفة قسم رمضانيات تاريخ التسجيل: 13-11-2013 المشاركات: 17626 اللهم صل على محمد وال محمد احسنتم بارك الله بكم شكرا لكم كثيرا ضيف السلام عليكم.. "رب أخ لم تلده أمك" ليس مثلاً مشهوراً، بل هو من ًأقوال الأمير عليه السلام كما في ميزان الحكمة للريشهري في باب الأخوة.. أرجو التنبه!! أخي الكريم المحترم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. الظاهر - والله العالم - ان هناك فرق لفظي بين المثل المشهور القائل: ( رب اخ لك لم تلده امك) المنسوب للقمان الحكيم ولغيره وبين قول الامام علي (ع): ( رب اخ لم تلده امك). واذا لم يعتبر هذا اختلاف لفظي بينهما فاقر واعترف بان كلامكم هو عين الصواب.
شكري وتقديري على مروركم الطيب اخي العزيز. تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح الدائم بحق محمد وال محمد.
رب أخ لك لم تلده أمك. يكون الأخوة والأخوات مع بعضهم البعض، يتشاركون كل شيء منذ بداية الحياة وإلى الأبد، وهذا الشيء لا مفر منه. في بعض الأحيان يكون الشقيق أفضل من أن يكون بطلاً خارقاً. ليس هنالك حبٌ آخر كحب المرء لأخيه، وليس هنالك حب أيضاً كحب الأخ لأخيه، فهو حبٌ متبادل يدوم للأبد. وجود الأخ في حياة الفتاة هو حضور لصديق أبدي، ورفيق أول للطفولة، وصخرة تستند إليها عندما تكبر. خير ما اكتسب المرء الإخوان، فإنّهم معونة على حوادث الأيام ونوائب الحدثان. وإن كنت سأتحدث عن نعيم الحياة فسأبدأ بأخي. إن ظفرت بأخ حنون صالح يجرك إلى الخير جرًا ويسوقك إلى العمل الصالح سوقًا، فامسك به جيدًا ولا تترك يده أبدًا. أخي الحنون، مجرد وجودك بالقرب مني يشعرني بالأمان والمحبة اللانهائية، دمت لي. اللهم البقاء لصوت أخي، ورائحة أخي، وحديث أخي، اللهم البقاء طويلًا له. ما أخبروك يا أخي أنك لي وطن، ما أخبروك أنك لعينيّ الضحكة ولقلبي الأمان. الأخ لا يعوض، فيا رب بعدد نجوم السماء احفظ لي اخواني من كل شر. كيف لا أحب أخي ورب الأكوان قال: "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ"، سبحانك ربي ما أكرمك.
كثيرًا ما يضرب هذا المثل في مواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء ، فيشبهم الناس بالإخوة لأنهم يقفون إلى جوار بعضهم البعض ، ولا يتخلى أحدهم عن الأخر ، ولكن قد تتعجب كثيرًا عزيزي القارئ إذا علمت أن أصل المثل لم يضرب في واحٍد من تلك المواقف التي يتكاتف فيها الأصدقاء ، بل على العكس ضرب كنوع من الهجو والسب لرجل وامرأة في زمن الحكيم لقمان. قصة المثل: أول من أطلق هذا المثل هو لقمان بن عاد الشهير بلقمان الحكيم ، الذي حباه الله سبحانه وتعالى بفصاحة اللسان وحكمة العقل ، والقصة كما أوردها الميداني في مجمع الأمثال تحكي أن لقمان مر ذات يومٍ بخيمة تجالس فيها امرأة رجلًا ، فطلب منهم أن يشرب ، فأسقته المرأة وبينما هو يشرب لاحظ لقمان وجود طفل يبكي دون أن يهتم لأمره أحد. فسأل المرأة لمن الطفل ؟ ولماذا يبكي ؟ فقالت: إنه لهانئ ، وهانئ هذا زوجها ، وهو لم يكن بالخيمة حينها ، فسألها لقمان عن الشاب الذي تجالسه فقالت: هذا أخي ، فقال لقمان حينها حكمته الشهيرة رب أخ لك لم تلده أمك ، وكان يقصد بذلك أنه فطن إلى أن الرجل الذي يجالسها ليس أخاها. وفي المساء رأى الحكيم لقمان رجلًا يسوق غنمه متجهًا نحو الخيمة التي لجأ يشرب منها صباحًا ، فلما مر به لقمان دعاه الرجل لضيافته ، فشكره لقمان وقال له إنه استسقى امرأته صباحًا فسقته ، وكان معها رجلًا تدعي أنه أخوها ، فقال الزوج للقمان: وما أدراك أنه ليس أخاها.