صلّى اللَّهُ عَلَيْك مَا غَيْث نَزَل ، صلّى اللَّهُ عَلَيْك يَا نُور الْهُدَى ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك فِي كُلِّ مدحٍ وإنشادٍ. كُلّ الْقُلُوبِ إلَى الْحَبيبِ تَمِيل ، وَمَعِي بِهَذَا شَاهِدٍ وَدَلِيلٍ ، أَمَّا الدَّلِيلَ إذَا ذُكِرَتْ محمدًا ، صَارَت دُمُوع الْعَارِفِين تَسِيل ، هَذَا نِبْراس الْهُدَى ، هَذَا لِكُلِّ الْعَالَمِين رَسُول. كلمات مؤثرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تعتبر الكلمات نوع من أنواع الأحاسيس التي تغلب على القلوب في كثير من الأوقات والتي تجعل من الفرحة والسعادة بالرسول الذي أرسل إلى الأمة الإسلامية وهو النبي الذي إصطفاه الله محمد (صلى الله عليه وسلم) وبعثه في الأميين جميعاً لإخراجهم من الظلمات إلى النور، وسنتعرف في هذه الفقرة على كلمات مؤثرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفصيل، وهي كالاتي: صَلُّوا عَلَى حبيبنا مُحَمَّدٍ مِنْ عَلِمْنَا الْمَحَبَّة وَالْإِخْوَة وَفَتَحَ كُلُّ طُرُق الْخَيْر لَنَا ، كُلَّ عَامٍ وَأَنْتُم بِأَلْف مَرَّة. لَا يُعْقَلُ أَنَّ تُشْرِق شَمْس فِي هَذَا الْكَوْن دُونَ أَنْ تنيرم ، وَلَا يُعْقَلُ أَنَّ يَأْتِيَ مَوْلِد الرَّسُول دُونَ أَنْ أهنئك ، فَكُلّ عَام وَأَنْت بِخَيْر وَصِحَّة وَعَافِيَة.
أضاء الكون بمولد نبيّ الرّحمة، وقد ازدان ببعثته الشّريفة وغمرت الخلائق باللّطف واللّين والرحمة. يخفق القلب عند ذكر سيّد الخلائق، وتتلألأ العيون من فرط الشّوق والحنين لرؤيته. إنّ اللّسان ليعجز عن وصف النّور الّذي أضاء الكون بمولده، فكان شمس النّهار وقمر اللّيل. وإنّك الأغلى والأسمى، بك هدانا الله -سبحانه وتعالى- إلى الصّراط المستقيم وطريق الحقّ. فداك كل ما أملك، يا من وجهه كالقمر ونوره غالب، وذكره طاهرٌ وممشاه الحقّ والعدل. يا من انتشلت بأمر الله جلّ جلاله الخلق من ظلام الكفر والشّرك، إلى نور الهداية والحقّ صلّى عليك الله وسلّم. ويح قلبي كيف يحتمل الشّوق للقياك، وويح لساني كيف يكفّ عن الصّلاة عليك في كلّ حين، عليك أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم. بأبي وأمي أنت يا خير الورى وصلاةُ ربي والسلامُ معطراً. أشرقتَ في الأرض إماماً للهُدى ، وعلَماً ما زال يخفِق ُ زهواً في سواريها. أجمل ما قيل في مدح الرسول إنّ كلّ من عرف الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ليمدحه قلبه ولسانه، ويعطّر فمه بالصّلاة عليه في كلّ حينٍ ووقت. فهو سيّد الخلق وأشرف البشر، وخاتم الرّسل وشفيع يوم الحساب، ومن أجمل ما قيل في مدحه: عرف الكون الأمان والسّلام، عندما ولد إمام المرسلين، فهو الرّحمة من الله تعالى وهو الطّهر.
لقد عمَّ فضلُ رسول الله الأرض، فحيثُ وجِد الإسلام كانت الصلاة تنهمر عليه لفضله على العالمين. نفسي فداكَ يا سيدي يا رسول الله، أدفع عمري كلَّه لألقاك نظرة واحدة أشفي بها نفسي المشتاقة لبهاء طلتك.
نبيّ الهُدى جَاء لِإِخْرَاج النّاس مِن غيّهم الَّذِي فِيهِ يَعْمَهُون ، وهديهم إلَى الطّريق المُستقيم الَّذِي يَشْهَدُ سالكوه ، ويَهلك مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ. مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ ، مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ. مَوْلِد النبيّ هُو خيرُ وسيلةٍ ؛ للتّقرُّب مِن الله- عَزّ وجلّ- ، وَالِاهْتِدَاءَ بِهِ فِي كلّ سلوكياته. حبّ النبيّ مِنْ الْإِيمَانِ ، واتّباع مَا أَمَرَ بِهِ ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ مِنْ صَمِيم الدّين ؛ فَفِي اتّباعه النّجاة ، وَفِي الِاقْتِدَاءُ بِهِ الِارْتِقَاء إلَى أَعْلَى دَرَجَاتِ النّعيم. الْحَبِيب الْمُصْطَفَى تَجْسِيد لِكُلّ الْمَعَانِي الإنسانيّة الَّتِي تَرْغَبْ فِيهَا النَّفْسَ الْبَشَرِيَّة ، وتجسيد لِتَنْفِيذ مَا أَمَرَ الله- تَعَالَى – بِه ، وَالِانْتِهَاء عَنْ مَا نَهَى عَنْهُ. كَيْفَ لَا نَشْتَاق إلَى مَنْ ضحّى بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِ دَعْوَتِه ، كَيْفَ لَا نَشْتَاق إلَى مَنْ ضحّى بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِ أُمَّتِه ، فَالْكُلّ يَقُول نَفْسِي نَفْسِي ، إلَّا الْحَبِيبُ الْهَادِي يَقُول: أُمَّتِي ، أُمَّتِي.