[٢] الموضوعات التي تناولتها سورة النبأ تناولت سورة النبأ مواضيع عدة أهمها: [٣] إقامة الحجّة على المشركين، في إثبات البعث والنشور، بعد الموت؛ لاختلافهم فيه، وإقامة الحجة بإعادة الأجسام بعد فنائها. ذكر الآيات التي تدل على وحدانية الله، ومن هذه الآيات قوله عز وجل: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا) [٤] والاستدلال بهذه الآيات؛ لأنها قريبة من الناس، وشديدة الاتصال بهم، ويمكن من خلالها إدراك تفرد الله بالخلق وحده لا شريك له. بيان أهوال يوم القيامة ، وما ينتظر الكافرين من أصناف العذاب؛ جزاء تكذيبهم، وتدل على قدرة الله عز وجل، في هذا الكون، ومنها: النفخ في الصور بأمر من الله عز وجل، فينفخ إسرافيل بالبوق، حيث يبعث الناس من قبورهم، وهي لحظة مهيبةٌ، يجتمع الناس كلهم في مكان واحد من يوم الخَليقة إلى آخر يوم، فتأتي كل أمة مع رسولها، (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) [٥] تتشقق السماء؛ لتصبح أبواباً وطرقٌ في كثرتها وسعتها، فينزل منها الملائكة من قبل أن يكون فيها صدوع ولا شقوق (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا).
بتصرّف. ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 5. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 31. بتصرّف. ↑ سعيد حوا، الأساس في التفسير ، صفحة 6345-6347. بتصرّف.
[لباب النقول: 284] قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وفيما روي عن ابن عبّاسٍ والحسن ما يقتضي أنّ هذه السّورة نزلت في أوّل البعث، روي عن ابن عبّاسٍ: (كانت قريشٌ تجلس لمّا نزل القرآن فتتحدّث فيما بينها فمنهم المصدّق ومنهم المكذّب به، فنزلت: {عمّ يتساءلون} [النبأ: 1]). وعن الحسن (لمّا بعث النّبي صلّى الله عليه وسلّم جعلوا يتساءلون بينهم فأنزل اللّه: {عمّ يتساءلون * عن النّبأ العظيم} [النّبأ: 1، 2] يعني الخبر العظيم)). [التحرير والتنوير: 30/5] 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 09:17 AM نزول قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ (2)) روابط ذات صلة - أقوال المفسرين
تقدم سورة النبأ من ضمن مواضيعها علامات يوم القيامة، بداية من النفخ في الصور إلى اختلال نظام الكون وتحول معالم العالم، فيقول المولى عز وجل "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا، يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا، وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا". بعد ذلك تصف آيات السورة النار التي هي بالرصاد للكافرين والمشركين، وتوضيح أن تلك النار هي مصيرهم سيعيشون فيها عمرًا طويلًا لا يذوقون فيها إلَّا النار والحميم، قال تعالى:"إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا، لِّلطَّاغِينَ مَآبًا، لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا، لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا، إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا، جَزَاءً وِفَاقًا، إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا، وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا، وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا، فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا". وتوضح السورة بعد ذلك في مقاصدها النعيم الذي يذوقه القوم المؤمنين يوم القيامة، فلهم حدائق متدلية العناقيد، ولهم حور عين، فيقول المولى عز وجل "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا، وَكَأْسًا دِهَاقًا، لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا، جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا".
ليقول لهم ماهو ؟ وكيف يكون: ﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِیقَـٰتࣰا یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجࣰا وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَ ٰبࣰا وَسُیِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا ﴾.. ثم مشهد العذاب بكل قوته وعنفه: ﴿إن جهنم كانت مرصاداً، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا، لايذوقون فيها برداً ولاشراباً. إلا حميماً وغساقاً. جزاء وفاقا. إنهم كانوا لايرجون حساباً، وكذبوا بآياتنا كذاباً، وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً﴾.. سبب نزول سورة النبأ - موضوع. > ومشهد النعيم وهو يتدفق تدفقاً: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا: حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا، وَكَأْسًا دِهَاقًا، لَا يَسْمَعُون فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا. جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾ وتختم السورة بإيقاع جليل في حقيقته وفي المشهد الذي يعرض فيه. وبإنذار وتذكير قبل أن يجيء اليوم الذي يكون فيه هذا المشهد الجليل: ( رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا. يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لايتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً. ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخد إلى ربه مآبا. إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً) ذلك هو النبأ العظيم.
نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وما أطيب أن نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلال هذا الشهر الكريم. وفي حلقات متواصلة، ترصد "الشروق" حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في منزله كزوج، موضحة علاقته بزوجاته "أمهات المؤمنين"، في سلسلة بعنوان "نساء النبي"، وذلك كما وردت في الكتاب الذي يحمل نفس الاسم للكاتبة الدكتورة عائشة عبدالرحمن، المعروفة بـ"بنت الشاطئ". الحلقة العشرون.. • ما هو السر الذي قالته السيدة حفصة بنت عمر وبسببه نزلت سورة التحريم؟ تعددت الروايات في السر الذي قالته السيدة حفصة للسيدة عائشة، ونزلت فيه آيات التحريم، وقد سبق حديث عائشة المتفق عليه في نزول التحريم في "مكوث الرسول صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش تسقيه عسلا يحبه"، فتواطأت عائشة وحفصة أيهما دخل عليها النبي فليقل: "إني أجد ريح مغافير، أكلت مغافير؟"، أو كان التواطؤ على حفصة بين عائشة وسودة وصفية. وأسند الواقدي من عدة طرق عن ابن عباس وعدد من الصحابة رضي الله عنهم، أن النبي خلا بمارية في بيت حفصة وكانت قد خرجت، فجاءت ومارية معه، فبكت مقهورة فاسترضاها الرسول بأن أسر إليها أن مارية عليه حرام من يومئذ، على أن تكتم حفصة السر، فأنبأت به عائشة، وفي رواية صحيح البخاري أنهن تظاهرن في طلب التوسعة في النفقة، وفي أخرى عن عمر رضي الله عنه قال: "اجتمع نساء النبي في الغيرة عليه".