أما الإفراط فقط سقط فيه قوم عيسى، عليه السلام، بدعوى الرهبانية والتنسّك والابتعاد عن الماديات وملذات الحياة، ولكن هذا لم يوصلهم الى ما يتصورون لأن {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَامَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}. (الحديد 27). إن المسيرة متواصلة لا تتوقف، فهناك من ينزلق الى طريق الضلال، في مقابل من هو على طريق الرشاد، و لأن البشر متساوون في الفطرة السليمة التي فطر الله ـ تعالى- الخلق عليها، فان لغة الدعوة الى الحق والرشاد والفضيلة يجب ان تداعب هذه الفطرة الجميلة وتثير فيها بواعث الخير، وتحفيز صاحبها الى طريق الرشاد والفضيلة، وهذا ربما يكون الابن في محيط الأسرة، وربما يكون زميلاً في الدراسة، وربما يكون صديقاً في العمل، بل وحتى مسؤولاً في الدولة، فضلاً عما اذا كانت حالة عامة او ظاهرة اجتماعية فالحاجة تكون أشد و أكثر للاعتدال والوسطية في الحديث في طريق التغيير نحو الافضل.
نتذكر خلال هذه اللحظات الثمينة أن الوحدة ليست منفصلة عنك تختبر لمحة عن هذا الذكاء اللامتناهي عندما تكون في سلام وفي حالة من التواجد الحق في لحظة من الإتحاد و التوحد مع روحك و جسدك و رغبتك في آن …… " عندما تمثل حقا الميزان " " حياتنا على الأرض معجزة، والذكاء الالهي لا يسبر غوره! أنت الحياة ، والحياة تعيشها بطريقتك الخاصة، من المفترض أن تجلب تجربة فريدة إلى الألوهية – لهذه القوة الغامضة …. "22 ، ماستر رقم السلام ، يغذي حياة السكون الداخلي ، حيث يمكنك أن تشعر أن جسدك و هويتك الأرضية ليس ما أنت عليه في الواقع … وأنك في الواقع بهذه الحلة الآن لتختبر الحياة بوعي و فكر و جسد بشري لكن تظل روحك الداخلية هي الجزء الإلهي منك و التي تمثل الانهاية " الحب والطيبة هما حالتك الطبيعية الحقيقية لوجودك على الرغم من أن هذه الحقيقة قد لا تبدو كذلك في بعض الأحيان …و أن هذا مجرد وهم لحسن الحظ ، يتم رفع السراب الآن ف يوم غائم لا يعني اختفاء السماء الزرقاء ، فإن حقيقة الحب والخير ليست مجرد وهم. تلك السماء الزرقاء موجودة دائمًا وطبيعتها لا تتغير – فقط السحب هي من تجعلها تختفي قليلا " لذا ، ثق في حقيقة الحياة ، و حقيقة تواجد الخير هنا بالطبع ، يمكن أن ننشغل بالوهم الناتج عن الأفكار والمشاعر والرغبات ، لأن هذا جزء من كوننا بشرًا.
لكن بمجرد أن تعرف الحقيقة حقًا ، لا يمكنك أن تنخدع بنفس الطريقة كل مرة فلن تبقى في الوهم (الخوف والألم والانفصال) لفترة طويلة … لأنك تعلم أن هناك سماء زرقاء رائعة خلف الغيوم ، وأن السماء الزرقاء ، تمامًا مثل الحقيقة ، ستظهر بوضوح مرة أخرى، مهما طالت مدة تواجد الغيوم الكثيفة " الاعتدال – رمز الوحدة – هو تذكير بأن الحياة كلها تتكشف بشكل جميل لاحظ كيف يشعر جسمك عندما تستسلم للاسترخاء لذا ، خذ لحظة الاعتدال هذه حتى لا تحاول تغيير الطريقة التي تسير بها الأمور ، حتى تتمكن من الانصهار في روعة من أنت حقًا. فقط ابق ساكنا … ستلاحظ البرمجة التي تجعلك ترى النقص بدلاً من الإشباع ، و الإنفصال بدلا من الأتزان ، و أنا بدلا من نحن …… مما يخلق توترًا داخليًا يؤدي إلى المعاناة والرغبة في إصلاح تجربتك – بدلاً من مجرد التواجد …. " فقط عندما لا يتم القبض عليك من قبل الأنا ، فإن كل ما يتبقى معرفا لديك هو السلام ….. " فكر في الماضي ، لكن اعلم أن قوتك تكمن في اللحظة الحالية و أنها كل ما تملك اسمح لنفسك بإيجاد التوازن والانسجام في حياتك امنح نفسك الإذن بخلق حياة جميلة وجديرة بالاهتمام، حياة تمثلك و تملك بصمتك بغض النظر عن ظروفك الماضية أو الحالية ….
شرح حديث "إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها" • وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، بِبَوْلٍ وَلاَ غَائِطٍ، وَلكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا". قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ. فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ. فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ الله؟ قَالَ: نَعَمْ. ولمسلم بنحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه. • وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: رَقِيتُ عَلَى بَيْتِ أُخْتِي حَفْصَةَ. فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ قَاعِداً لِحَاجَتِهِ، مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ، مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ. وفي رواية: مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةِ مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ الْمَقْدِسِ. لغة الأحاديث: • (إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ): المراد به هنا: المكان المنخفض من الأرض كانوا يقصدونه لقضاء الحاجة وذلك قبل بناء المراحيض. • ( غَائِط): المراد به الخارج المستقذر من الدبر، والبول هو الخارج المستقذر من القُبُل. • (وَلكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا): أي استقبلوا جهة الشرق أو الغرب، والخطاب هنا لأهل المدينة ومن كان جهتهم لأن قبلتهم إلى جهة الجنوب فإذا شرقوا أو غربوا انحرفوا عن القبلة وصارت عن يمينهم أو شمالهم.
أخرجه الإمام أحمد في مسند الأنصار رضي الله عنهم، حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه 21349، وأبو داود في كتاب الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة برقم 41، وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة برقم 315. أخرجه الدارقطني في كتاب الطهارة، باب الاستنجاء برقم 9. أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب الاستطابة برقم 262. نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ص 117. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/15). فتاوى ذات صلة